للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ما إبل في الناس خير لقومها ... وأمنع عند الضرب فوق الحواجب

من الإبل الحادي عضيدة خلفها ... من الحزن حتى أصبحت بعباعب١

ومنه قوله يتمدح بعظمتها وسطوتها، وأن أحدا لا يجرؤ على تحديها، بل على المطالبة بثأره منها٢:

فإن بفلج والجبال وراءه ... جماهير لا يرجو لها أحد تبلا٣

وإن على حوف اللهابة حاضرا ... حرارا يسنون الأسنة والنبلاء٤

ومنه قوله يكاثر بشدة رجالها، وأنهم لا تنبو ضربات سيوفهم، بل تقع في الصميم، وتقطع رؤوس أعدائهم٥:

وقائلة وباكية بشجو ... لبئس السيف سيف بني رباب

ولو لاقى هلال بني رزام ... لعجله إلى يوم الحساب٦

وأما شعره الذاتي فلم يسلم منه على كثرة موضوعاته إلا أبيات ومقطوعات معدودة، منها هذا البيت الذي يستعطف به أخاه زرارة مبينا له ما تعمقه من الحزن والأسى، وما لحقه من الهوان والأذى، بعد أن انفصل عنه، ومفضلا الهلاك على أن يظل متحاميا له، متحاملا عليه٧:

عجلت مجيء الموت حين هجرتني ... وفي القبر هجر يا زرار طويل


١ عباعب: ماء لبني قيس بن ثعلبة قرب فلج.
٢ ياقوت ٤: ٣٧٢.
٣ التبل: العداوة التي يطلب لها.
٤ اللهابة: موضع في ديار بني ضبة من تميم، والحاضر: الحي العظيم المقيم. والحوف: الناحية والجانب والحرف. ومنه حوف الوادي والموضع.
٥ الأغاني "طبعة دار الكتب" ٣: ٥٨.
٦ هلال بن رزام: هو هلال بن الأسمر المازني التميمي. "انظر الأغاني ٣: ٥٢" وقال: نسب بيتيه السابقين لقوم من بني رباب من بني حنيفة في شيء كان بينهم فيه أربع ضربات بالسيف "الأغاني ٣: ٥٨"
٧ البيان والتبيين ٣: ١٥٤.

<<  <   >  >>