للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وكم من عدو قد أعنتم عليكم ... بمال وسلطان إذا سلم الحبل

كذي الكلب لما أسمن الكلب رابه ... بإحدى الدواهي حين فارقه الجهل١

ونحن بنو الفحل الذي سال بوله ... بكل بلاد لا يبول بها فحل

أبى الناس والأقلام أن يحسبوهم ... إذا حصل الأخماس أو يحسب الرمل٢

فإن غضبوا شد المشارف منهم ... ملوك وحكام كلامهم فصل

كذلك مضى حاجب يصرح بسروره لفناء من فني من المهالبة، وحبس من نجا منهم من الموت، وفي ذلك يقول٣:

فإن أرحل فمعروف خليلي ... وإن أقعد فما بي من خمول

لقد قرت بقندابيل عيني ... وساغ لي الشراب إلى الغليل٤

غداة بنو المهلب من أسير ... يقاد به ومستلب قتيل

أرأيت إلى تقلبه وتلونه؟ لقد مدح المهالبة وأطراهم، وهم في مواقع السلطة، وهو بحاجة إليهم، ثم ذمهم وقدح فيهم، حين اضمحل نفوذهم، وبطش بهم وانطلق يفاخر بقبيلته ودورها في قمع المهالبة، وسفك دمائهم، وتجاوز ذلك إلى معاتبة الأمويين، بل إلى تقريعهم لتفريطهم في قبيلته، واتكالهم على المهالبة.

ويؤكد ما نقل عن فخرياته شموخه بقبيلته، واعتداده بها، وانحيازه لها. ومنه قوله يعتز بثروتها وكثرة إبلها، وخشية الناس من التعرض لها، أو التفكير في الإغارة عليها٥:


١ رابه: تعرض له وأزعجه.
٢ الأخماس: القبائل العربية الخمس الكبيرة في البصرة وخراسان. وحصل ميز، أخذه من قوله: حصلوا الناس في الديوان: أي ميزوا بين شاهدهم وغائبهم وحيهم وميتهم.
٣ ياقوت ٤: ١٨٣.
٤ قندابيل: مدينة بالسند، كانت فيها وقعة لهلال بن أحوز المازني التميمي على آل المهلب "انظر ياقوت ٤: ١٨٣".
٥ ياقوت ٣: ٦٠٢.

<<  <   >  >>