للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فلما أتاني ما أردت تباشرت ... بناتي وقلن: العام لا شك عامها

فإني وأرضا أنت فيها ابن معمر ... كمكة لم يطرب لأرض حمامها

إذا اخترت أرضا للمقام رضيتها ... لنفسي ولم يثقل علي مقامها

وكنت أمني النفس منك ابن معمر ... أماني أرجو أن يتم تمامها

فلا أك كالمجرى إلى رأس غاية ... يرجي سماء لم يصبه غمامها

فلبى له كل ما سأله فيه، وجعله في كل عام. وفيه يقول مبينا كيف كان لا يرده خائبا، مع كثرة تردده عليه، ووفرة ما حباه به، وكيف كان يلقاه في كل مرة متهللا له، مرحبا به١:

سألناه الجزيل فما تأبى ... فأعطى فوق منيتنا وزادا

وأحسن ثم أحسن ثم عدنا ... فأحسن ثم عدت له فعادا

مرارا ما دنوت إليه إلا ... تبسم ضاحكا وثنى الوسادا

وتأخر ابن معمر في دفع ما فرضه له، فذكره به بقوله٢:

أصابت علينا جودك العين يا عمر ... فنحن لها نبغي التمائم والنشر٣

أصابتك عين في سماحك صلبة ... ويا رب عين صلبة تفلق الحجر

سنرقيك بالأشعار حتى تملها ... فإن لم تفق يوما رقيناك بالسور

وبلغته الأبيات فأرضاه وسرحه.

ومن ممدوحيه جبير بن الزبعرى النميري، وكان من سروات العرب، وله يقول معظما أصله وبسالته وجوده٤:


١ الأغاني ١٥: ٣٧٩، ٣٨٥، ويقول ياقوت الحموي: إنه مدح بتلك الأبيات عبد الله بن جعفر بن أبي طالب. "انظر معجم الأدباء ١١: ١٧٠".
٢ الأغاني ١٥: ٣٨٩.
٣ النشر: جمع نشرة، وهي ضرب من الرقية.
٤ المؤتلف والمختلف ص: ١٩٥، وانظر ص: ١١٠، وانظر شرح شواهد المغني ١: ٢٠٦.

<<  <   >  >>