للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

يحارب الأزارقة دفاعا عن أهل البصرة، حين جبنت كافة القبائل عن محاربتهم، وفيها يقول١:

جرى الله خيرا والجزاء بكفه ... أخا الأزد عنا ما أذب وأحربا٢

ولما رأينا الأمر قد جد جده ... وألا تواري دوننا الشمس كوكبا

دعونا أبا غسان فاستك سمعه ... وأحنف طاطا رأسه وتهيبا٣

وكان ابن منجوف لكل عظيمة ... فقصر عنها حبله وتذبذبا٤

فلما رأينا القوم قد كل حدهم ... لدى حربهم فيها دعونا المهلبا

ولم يصل إلينا من مدائحه فيه بخراسان إلا بيت واحد. وهو قوله٥:

فتى زاده السلطان في الخير رغبة ... إذا غير السلطان كل خليل

ويروى أنه طلب منه مكافأة عليه مائة ألف درهم فأعطاه ثلاثين ألفا.

كذلك لم ينقل إلينا من مدائحه ليزيد بن المهلب إلا بيتان. وهو يقول فيها مشيدا بجوده وبسالته٦:

يزيد يزيد الخير لولا سماحه ... لعاد الزمان وهو أربد أسفع

تقبل أخلاق المهلب نجدة ... ومكرمة والبجم من حيث يطلع

ويظهر أنه لم يمدحه كثيرا، فإن ابن المهلب استنكر تشبهه بالأعاجم، وضربه٧ وزياد نفسه يخبرنا بأنه لم يكن حفيا به ولا راغبا فيه٨.


١ الأخبار الطوال ص: ٢٧٢.
٢ ذب: دافع. أحرب: اشتد غضبه.
٣ الأحنف: الأحنف بن قيس التميمي.
٤ ابن منجوف: هو سويد بن منجوف السدوسي الشيباني "انظر المعارف ص: ١١٣".
٥ البيان والتبيين ١: ٧٤، والكامل للمبرد ٢: ٢٢٦، والعقد الفريد ٢: ٤٧٨، والأغاني ١٥: ٣٩١.
٦ حماسة البحتري ص: ٢٢٠.
٧ الأغاني ١٥: ٣٨٤.
٨ الشعر والشعراء ١: ٤٣٣.

<<  <   >  >>