للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فصالح أهل بخارى على فدية قليلة، ورجع إلى مرو الشاهجان، فقضى على الفتنة، وصفح عن ابن وشاح. وعندما تأكد من أنه لم ينصرف عن الكيد له، والتحريض عليه، سجنه، وأمر بقتله، ووكل به ابن ورقاء، فضرب عنقه، وقال له قبل أن ينفذ الحكم فيه "لا يصلح بنو سعد ما دمنا حيين"١. فتصدعت صفوف بني سعد، وامتلأت صدور بني عوف والأبناء غضبا على ابن ورقاء، وأخذ شعراؤهم يحضونهم على الأخذ بثأر ابن وشاح. ومما قيل في ذلك هذه الأبيات لعثمان بن رجاء، أحد بني عوف ابن سعد٢:

لعمري لقد أغضيت عينا على القذى ... وبت بطينا من رحيق مروق٣

وخليت ثأرا طل واخترت نومة ... ومن يشرب الصبهاء بالوتر يسبق٤

فلو كنت من عوف بن سعد ذوابة ... تركت بحيرا من دم مترقرق٥

فقل لبحير نم ولا تخش ثائرا ... بعوف فعوف أهل شاء حبلق٦

دعوا الضأن يوما قد سبقتم بوتركم ... وصرتم حديثا بين غرب ومشرق٧

وهبوا فلو أمسى بكير كعهده ... صحيحا لغاداهم بجأواء فيلق٨

وقال عثمان بن رجاء أيضا يستنهض بني عوف والأبناء ويحمسهم لإدراك ثأرهم ونفي العار عنهم٩:


١ الطبري ٨: ١٠٢٢، ١٠٣١.
٢ الطبري ٨: ١٠٤٨، وابن الأثير ٤: ٤٥٧.
٣ القذى: المكروه والعار. والبطين: عظيم البطن. والمورق: المصفى.
٤ طل: أهدر.
٥ ذؤابة القوم: أعلاهم وأشرفهم.
٦ الحبلق: الغنم الصغار لا تكبر.
٧ في الأصل: دع.
٨ الجأواء: الكتيبة التي يعلو لونها السواد لكثرة الدروع.
٩ الطبري ٨: ١٠٤٨، وابن الأثير ٤: ٤٥٨.

<<  <   >  >>