للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فلو كان بكر بارزا في أداته ... وذي العرش لم يقدم عليه بحير١

ففي الدهر إن أبقاني الدهر مطلب ... وفي الله طلاب بذاك جدير

وعلم ابن ورقاء أن الأبناء يهددونه، فقال يعتد بقوة عزيمته، ومقدرة أنصاره، ويفتخر بدقه عنق ابن وشاح بسيفه٢:

توعدني الأبناء جهلا كأنما ... يرون فنائي مقفرا من بني كعب

رفعت له كفي بحد مهند ... حسام كلون الملح ذي رونق عضب٣

ولم تنته الخصومة بين عشائر بني سعد إلا سنة إحدى وثمانين، حين تعاقد سبعة عشر رجلا من بني عوف ابن كعب بن سعد على الطلب بدم ابن وشاح٤. فخرج أحدهم من بادية البصرة إلى خراسان، وهو صعصعة بن حرب العوفي، واغتال ابن ورقاء بآخرون، وهو غاز مع المهلب بن أبي صفرة٥، بعد أن غير اسمه ولقبه، وانتحل شخصية رجل من بكر بن وائل. فأهدر المهلب دم صعصعة وقتله. فثار بنو عوف والأبناء وقالوا: علام قتل صاحبنا، وإنما طلب بثأره، فنازعتهم مقاعس والبطون، حتى خاف العرب أن يعظم الأمر فقال أهل الحجى: احملوا دم صعصعة، واجعلوا دم ابن ورقاء بواء وسواء بدم ابن وشاح. فودوا صعصعة. فقال رجل من الأبناء بمدحه، وينوه بما تجشم من الصعاب والعقاب، وما بذل من الجهد حتى قتل ابن ورقاء٦:


١ أداته: سلاحه.
٢ الطبري ٨: ١٠٤٨، وابن الأثير ٤: ٤٥٨.
٣ الحسام والعضب: السيف القاطع. الرونق: الماء واللمعان.
٤ الطبري ٨: ١٠٤٩.
٥ انظر ترجمته في طبقات ابن سعد ٧: ١٢٩، وطبقات خليفة بن خياط ص: ٤٧٨، والمحبر ص: ٢١٦، والتاريخ الكبير ٤: ٢: ٢٥، والمعارف ص: ٣٩٩، وشرح نهج البلاغة ٤: ١٤٤، والجرح والتعديل ٤: ١: ٣٦٩، ووفيات الأعيان ٥: ٣٥٠، والبداية والنهاية ٩: ٤٣، وشذرات الذهب ١: ٩٠.
٦ الطبري ٨: ١٠٥١.

<<  <   >  >>