للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

هل فطتم عن الخيانة والغد ... ر أم أنتم كالحاكر المستديم١

وقال عرفجة الدارمي التميمي يستغرب أن يكون دعاة الخليفة وحماته من أمثال نصر بن سيار مقيدين يسامون العذاب في الحبس، وخصومه الحقيقيون أحرارا يعيشون ويفسدون٢:

فكيف وأنصار الخليفة كلهم ... عناة وأعداء الخليفة تطلق٣

بكيت ولم أملك دموعي وحق لي ... ونصر شهاب الحرب في الغل موثق٤

كذلك هاج بنو تميم في البصرة، وكشف الفرزدق عن حنقهم وتحفزهم في أبيات هدد بها خالد بن عبد الله القسري، إذ يقول فيها: إن قومه إنما أحجموا عن إنقاذ نصر بالعنف، لأنهم اعتصموا بحبل الله، ولاذوا بالصبر، كراهية لمخالفة بني أمية، وخشية من تطور الأحداث وتفجرها٥:

أخالد لولا الله لم تعط طاعة ... ولولا بنو مروان لم توثقوا نصرا

إذا للقيتم دون شد وثاقه ... بني الحرب لا كشف اللقاء ولا ضجرا٦

والقصيدة طويلة، وقد ندد في آخرها ببني أمية وأنذرهم وخوفهم٧.

وحين أمعن أسد في محاباة الأزد، وأفرط في العصبية حتى أفسد الناس٨، استدعاه هشام بن عبد الملك من خراسان، وولى عليها أشرس بن عبد الله السلمي،


١ الحاكر: من حكر إذا ظلم وتنقص وأساء المعاشرة.
٢ الطبري ٩: ١٥٠٠.
٣ العناة: جمع عان، وهو الأسير.
٤ الغل: القيد.
٥ الطبري ٩: ١٥٠٠.
٦ الكشف: الذين لا تروس معهم، أو الذين لا يثبون في الحرب ولا يصدقون القتال. الضجر: جمع ضجور، وهو ضيق النفس القلق المتبرم.
٧ ديوان الفرزدق ١: ٣٢٣.
٨ الطبري ٩: ١٥٠١.

<<  <   >  >>