للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

[شرح ديكنقوز]

والأجل أصله إيل وهو الوعل شبه البعرات المتعلقة بأذناب الإبل في الصيف بقرون الإبل، وأما إبدال الجيم من الياء المخففة فلا يحفظ ذلك إلا في الشعر، ولذلك قيل إن هذا الإبدال حسن بشروط ثلاثة تشديد الياء والوقف والشعر، فإن اختل أحدها فهو قليل "نحو: لاهم إن كنت قبلت حجتج"؛ أي حجتي "فلا يزال شاحج يأتيك بج"؛ أي بي "أقمر نهات ينزى وفرتج"؛ أي وفرتي لاهم بمعنى اللهم الشاحج الحمار أقمر أبيض نهات صوات ينزى يحرك الوفرة الشعر إلى شحمة الأذن فلا يزال دأبه يقول: إن قبلت حجي ووقفتي؛ لأني أتيت بيتك للحج مرارا كثيرة راكبا على حمار ذي قوة يحركني حتى يتحرك شعر رأسي. "الدال أبدلت من التاء" جوازا غير مطرد "نحو فزد" أصله فزت؛ أي ظفرت "واجدمعوا" أصله اجتمعوا "لقرب مخرجيهما الهاء أبدلت من الهمزة" جوزا غيرمطرد "نحو هرقت" لاتحادهما في المخرج أصله أرقت "و" أبدلت "من الألف" جوازا غير مطرد "نحو حيهله" أصله حيهلا بالألف دون الهاء "وأنه" أصله أنا بالألف دون الهاء؛ لأنهما إنما زيدا للوقف والأكثر في الاستعمال الوقف على حيهلا وأنا بالألف دون الهاء، فظهر أن الأصل فيهما الألف "و" أبدلت الهاء "من الياء" جوازا غير مطرد "في هذه أمة الله" أصله هذي؛ لأنه ثبت أن الياء للتأنيث في باب تضربين واضربي، ولهذا عد كثير من النحاة الياء من علامة التأنيث وأبدلت الهاء من الألف والياء "لمناسبتها"؛ أي الهاء "بحروف العلة في الخفاء ومن ثمة"؛ أي ومن أجل خفاء الهاء "لا تمتنع الإمالة" وهي أن تنحو بفتحة ما قبل الألف نحو الكسرة "في مثل بضربها أو تمتنع في أكلت عنبا" واعلم أن سبب جواز الإمالة قصد المناسبة لكسرة ما قبل الألف أو بعدها، والكسرة إنما تؤثر في الإمالة إذا تقدمت على الألف بحرف كعماد أو بحرفين أولهما ساكن كشملال، وأما إذا تقدمت عليها بحرفين متحركين أو أكثر مثل: أكلت عنبا لا تؤثر، وأما قولهم يريد أن ينزعها ويقربها وهو عندها وله درهما فسوغه وإن كان شاذا كون الهاء خفيفة فلا يعتد بها، فكأنه لم يفصل بين الألف والكسرة بأكثر من حرف بخلاف أكلت عنبا، فإن الياء ليست بخفيفة "و" أبدلت الهاء في الوقف "من التاء وجوبا مطردا في مثل طلحة"؛ أي في الاسم المفرد في آخره


[الفلاح شرح المراح] لابن كمال باشا
نحو" قول الشاعر "لاهم إن كنت قبلت حجتج، فلا يزال شاحج" الرواية الصحيحة شاحجي "يأتيك بج" لاهم بضم الهاء وفتح الميم المشددة مقصورة من اللهم، والشحيج البغل والحمار والغراب صوته المراد من الشاحج ها هنا البغل المصوت والحمار المصوت، وكنى به عن قدرته على السفر فأصل حجتج وبج حجتي وبي فأبدلت الجيم المخففة من الياء المخففة حملا على الياء المشددة "الدال أبدلت من التاء" جوازا غير مطرد "نحو: فزد" أصله فزت على وزن قلت من فاز يفوز؛ أي ظفر "واجدمعوا" أصله اجتمعوا فأبدلت التاء من الدال فيهما "لقرب مخرجهما"؛ أي الدال والتاء "والهاء أبدلت من الهمزة" جواز غير مطرد "نحو: هرقت" من أرقت الماء، وأما من قال أهرقت الماء فليس الهاء بدلا حينئذ، وإنما هي زائدة على خلاف القياس "و" أبدلت "من الألف" أيضا جوازا غير مطرد "نحو حيهله" أصله حيهلا. اعلم أن حيهله مركب من حي بمعنى أقبل أوائت مرين أولهما يعدي بعلى، فيقال حي على الصلاة؛ أي أقبل عليها، وثانيهما يعدي بنفسه ومن هلا بمعنى أسرع واستعجل أمرا، لكن المركب إما بمعنى أسرع أيضا فيعدي إما بإلى أو الباء أو بمعنى أقبل فيعدي بعلى أو بمعنى ائت فيعدي بنفسه، ولك أن تستعملها مفردين ومركبين، وفي المركب لغات ذكروها في المطولات "وأنه" أصله أنا وهو ضمير المتكلم فأبدلت الهاء من الألف "ومن الياء في هذه أمه الله" أصله هذي "لمناسبتها"؛ أي لمناسبة الهاء "بحروف العلة في الخفاء ومن ثم"؛ أي ومن أجل أن الهاء مناسبة بحروف العلة في الخفاء "لا تمتنع الإمالة" وهي في اللغة مصدر قولك: أملت الشيء إمالة إذا عدلت به إلى غير الجهة التي فيها، وفي الاصطلاح أن تنحى الفتحة نحو الكسرة؛ أي هو عدول الفتحة عن استوائها إلى الكسرة، وذلك بأن تشرب الفتحة شيئا من صوت الكسرة فتصير الفتحة بينها وبين الكسرة، ومن جملة الأسباب المقتضية لإمالة الفتحة أن يقع الكسرة قبل الفتحة الممالة إما بلا واسطة حرف نحو: عماد أو بواسطة حرف ساكن نحو: شملال، ولا يجوز بواسطة المتحرك نحو: عنبا إلا إذا كانت الفتحة الممالة على الهاء نحو أن ينزعها، وذلك لأن الهاء خفيفة فكأنها معدومة، فكأنك قلت: أن ينزعا فتميل فتحة العين إلى الكسرة لكون ما قبلها مكسور أو من هذا القسم ما ذكره بقوله: "في مثل يضربها" بفتح الياء، ولو قال: لن يضربها لكان أظهر لكنه تسامح بناء على ظهور المراد، فجاز إمالة فتحة الهاء فيه بناء على أن الهاء كأنها معدومة، فكأنك قلت: يضربا فوقع الكسرة قبل الفتحة الممالة بلا واسطة "ويمتنع" الإمالة "في مثل أكلت عنبا" لتوسط الحرف المتحرك بين كسرة العين وفتحة الباء، وإنما امتنعت الإمالة إذا توسط المتحرك دون الساكن؛ لأنهم إنما قصدوا بالإمالة تناسب الأصوات وتقريب الحروف بعضها من بعض على عادتهم المألوفة في طالب المشاكلة ليحسن الصوت ويخف النطق به، وإذا توسط بين الكسرة والفتحة الممالة حرف متحرك تمتنع التشاكل لبعده عنها حينئذ، بخلاف ما إذا توسط ساكن؛ لأن الساكن ضعيف فهو حاجز كلا حاجز، اعلم أن الإمالة ليست لغة جميع العرب، بل لغة بعضهم وأشد حرصا عليها بنو تميم كذا حقق "و" الهاء أبدلت "من التاء وجوبا مطردا" في حالة الوقف في الأسماء المؤنثة بالتاء "نحو: طلحة"

<<  <   >  >>