نحو" قول الشاعر "لاهم إن كنت قبلت حجتج، فلا يزال شاحج" الرواية الصحيحة شاحجي "يأتيك بج" لاهم بضم الهاء وفتح الميم المشددة مقصورة من اللهم، والشحيج البغل والحمار والغراب صوته المراد من الشاحج ها هنا البغل المصوت والحمار المصوت، وكنى به عن قدرته على السفر فأصل حجتج وبج حجتي وبي فأبدلت الجيم المخففة من الياء المخففة حملا على الياء المشددة "الدال أبدلت من التاء" جوازا غير مطرد "نحو: فزد" أصله فزت على وزن قلت من فاز يفوز؛ أي ظفر "واجدمعوا" أصله اجتمعوا فأبدلت التاء من الدال فيهما "لقرب مخرجهما"؛ أي الدال والتاء "والهاء أبدلت من الهمزة" جواز غير مطرد "نحو: هرقت" من أرقت الماء، وأما من قال أهرقت الماء فليس الهاء بدلا حينئذ، وإنما هي زائدة على خلاف القياس "و" أبدلت "من الألف" أيضا جوازا غير مطرد "نحو حيهله" أصله حيهلا. اعلم أن حيهله مركب من حي بمعنى أقبل أوائت مرين أولهما يعدي بعلى، فيقال حي على الصلاة؛ أي أقبل عليها، وثانيهما يعدي بنفسه ومن هلا بمعنى أسرع واستعجل أمرا، لكن المركب إما بمعنى أسرع أيضا فيعدي إما بإلى أو الباء أو بمعنى أقبل فيعدي بعلى أو بمعنى ائت فيعدي بنفسه، ولك أن تستعملها مفردين ومركبين، وفي المركب لغات ذكروها في المطولات "وأنه" أصله أنا وهو ضمير المتكلم فأبدلت الهاء من الألف "ومن الياء في هذه أمه الله" أصله هذي "لمناسبتها"؛ أي لمناسبة الهاء "بحروف العلة في الخفاء ومن ثم"؛ أي ومن أجل أن الهاء مناسبة بحروف العلة في الخفاء "لا تمتنع الإمالة" وهي في اللغة مصدر قولك: أملت الشيء إمالة إذا عدلت به إلى غير الجهة التي فيها، وفي الاصطلاح أن تنحى الفتحة نحو الكسرة؛ أي هو عدول الفتحة عن استوائها إلى الكسرة، وذلك بأن تشرب الفتحة شيئا من صوت الكسرة فتصير الفتحة بينها وبين الكسرة، ومن جملة الأسباب المقتضية لإمالة الفتحة أن يقع الكسرة قبل الفتحة الممالة إما بلا واسطة حرف نحو: عماد أو بواسطة حرف ساكن نحو: شملال، ولا يجوز بواسطة المتحرك نحو: عنبا إلا إذا كانت الفتحة الممالة على الهاء نحو أن ينزعها، وذلك لأن الهاء خفيفة فكأنها معدومة، فكأنك قلت: أن ينزعا فتميل فتحة العين إلى الكسرة لكون ما قبلها مكسور أو من هذا القسم ما ذكره بقوله: "في مثل يضربها" بفتح الياء، ولو قال: لن يضربها لكان أظهر لكنه تسامح بناء على ظهور المراد، فجاز إمالة فتحة الهاء فيه بناء على أن الهاء كأنها معدومة، فكأنك قلت: يضربا فوقع الكسرة قبل الفتحة الممالة بلا واسطة "ويمتنع" الإمالة "في مثل أكلت عنبا" لتوسط الحرف المتحرك بين كسرة العين وفتحة الباء، وإنما امتنعت الإمالة إذا توسط المتحرك دون الساكن؛ لأنهم إنما قصدوا بالإمالة تناسب الأصوات وتقريب الحروف بعضها من بعض على عادتهم المألوفة في طالب المشاكلة ليحسن الصوت ويخف النطق به، وإذا توسط بين الكسرة والفتحة الممالة حرف متحرك تمتنع التشاكل لبعده عنها حينئذ، بخلاف ما إذا توسط ساكن؛ لأن الساكن ضعيف فهو حاجز كلا حاجز، اعلم أن الإمالة ليست لغة جميع العرب، بل لغة بعضهم وأشد حرصا عليها بنو تميم كذا حقق "و" الهاء أبدلت "من التاء وجوبا مطردا" في حالة الوقف في الأسماء المؤنثة بالتاء "نحو: طلحة"