للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

[شرح ديكنقوز]

تاء التأنيث لا في الوصل "للفرق بينهما وبين التاء التي في الفعل" نحو: ضربت ولم يعكسوا؛ لأنهم لو قالوا ضربه في ضربت لالتبس بضمير المفعول "الياء أبدلت من الألف وجوبا" مطردا "نحو مفيتيح" تصغير مفتاح ومفاتيح جمعه؛ أي فيما وقع الألف بعد كسرة "و" أبدلت الياء "من الواو وجوبا" غير مطرد "نحو: ميقات"؛ أي فيما إذا كان الواو ساكنا وما قبلها مكسورا وقوله: "لكسرة ما قبلهما"؛ أي الواو والألف وسكونهما واستدعاء الكسرة الياء تعليل لإبدال الياء من الألف والواو جميعا "و" أبدلت الياء "من الهمزة جوازا" غير مطرد "نحو: ذيب" أصله ذئب؛ أي فيما يكون الهمزة ساكنة وما قبلها مكسورا للين عريكة الساكن واستدعاء ما قبلها، وقد مر في المهموز، ولذا لم يذكره "و" أبدلت جوازا غير مطرد "من أحد حرفي التضعيف نحو: تقضي البازي" في قول العجاج:

إذا الكرام ابتدروا الباع بدر ... تقضي البازي إذا البازي كسر

أبصر خربان فضاء فانكدر

أصله تقضض فاستثقلوا ثلاث ضادات، فأبدلوا من إحداهن ياء كما مر في المضاعف، قال الجوهري: لم يستعملوا القض من تفعل إلا مبدلا. قوله: ابتدروا؛ أي عجلوا الباع قدر مد اليدين، وربما يعبر بالباع عن الشرف والكرم وهو المراد هنا، بدر؛ أي أسرع، وتقضي بكسر الضاد ونصب الياء مصدر من التفعل أصله تقضض أبدلت الياء من الضاد لما ذكر وخصت الأخيرة بالإبدال؛ لأن الثقل إنما نشأ منها وإنما خصت الياء؛ لأن الأصل في الإبدال حروف العلة لكثرة دورها والواو ثقيل بالنسبة إلى الألف والياء، وقد يكون ما قبل المبدل منه مكسورا كما في تصدية فيمن جعلها من صد يصد، وقد يكون مضموما كما في تقضي البازي فلا يصلح الألف للإبدال حينئذ فتعين الياء، ولأنها لام الفعل وهو المحل للتغيير، وكسرت الضاد المضمومة لأجل الياء كما في التمني والترجي وانتصابه على أنه مفعول مطلق لبدر؛ أي أسرع ذلك الممدوح إلى الشرف إسراعا مثل إسراع البازي عند نزوله من الهواء على الصيد كاسرا جناحيه، قوله: أبصر بدل منكسر أو حال بتقدير قد الخربان جمع خرب بفتحتين، وهو ذكر البازي ابتدر في نزوله "و" أبدلت الياء "من النون" جوازا غير مطرد "نحو أناسي" أصله أناسين؛ لأنه جمع إنسان "ودينارا" أصله دنار بالتشديد فأبدلت النون فيهما ياء "لقرب الياء من النون" في الغنة والمدة وكسر ما قبلها، ثم أدغمت الياء في الياء "و" أبدلت الياء "من العين" جوازا غير مطرد "نحو ضفادي" بسكون الياء؛ لأنه حكاية من قوله

ومنهل ليس له حوازق ... وبضفادي جمة نقانق

المنهل المورد والمشرب، الحوازق جمع حازقة وهي الجانب الجم ما اجتمع من ماء البئر، النقانق جمع نقنقة وهي صوت الضفدع، المعنى رب مشرب ماء ليس له جوانب تمنع الوارد إليه، بل كلها سهلة لمن يرده والضفادع ماءه المجتمع الأصوات بإضافة الضفادي إلى الجم والجم إلى الضمير المنهل أصله ضفادع جمع ضفدع بكسر الدال وسكون الفاء "لثقل العين"؛ لأنه من حروف الحلق وهي ثقيلة وكسرة ما قبلها


[الفلاح شرح المراح] لابن كمال باشا
امرأة "ورحمه" بالهاء فيهما والأصل طلحة، ورحمة بالتاء فيهما فأبدلت منها الهاء "للفرق بينهما" الضمير يرجع إلى طلحة ورحمة، والمراد للفرق حالة الوقف بين التاء التي في الاسم "وبين التاء التي في الفعل" نحو: ضربت هند والتخفيف لما كثر تأنيثه أولى، وقيل أعطى التخفيف بالقلب للاسم وبالتسكين لفعل للتعادل ولم يعكس؛ لئلا بلتبس بالضمير المنصوب "الياء أبدلت من الألف وجوبا مطردا" كما في التصغير "نحو: مفيتيح" في تصغير مفتاح "ومن الواو" وجوبا مطردا أيضا "نحو: ميقات" أصله موقات، وكذلك ميزان أصله موازن، وإنما أبدلت الياء منها "لكسرة ما قبلها" أما في ميقات فظاهرة، وأما في مفيتيح؛ فلأنه لما صغر مفتاح وجب كسر ما قبل الألف فوجب قلبها ياء "و" الياء أبدلت "من الهمزة" أيضا "جوازا" غير مطرد "نحو: ذيب" بالياء أصله ذئب بالهمزة "ومن إحدى حرفي التضعيف" أيضا جوازا غير مطرد "نحو: تقضي البازي أصله تقضض "كما مر" في باب المضاعف "و" الياء أبدلت "من النون" أيضا جوازا غير مطرد "نحو: أناسي" بفتح الهمزة وكسر السين وفتح الياء المشددة صلة أناسين؛ لأنه جمع إنسان كمصباح ومصابيح، فلما كسر السين للجمع قلبت الألف ياء لانكسار ما قبلها، ثم أبدلت الياء من النون وأدغم الأولى في الثانية فصار أناسي "ودينار" أصله دننار بتضعيف النون بدليل أن جمعه دنانير، فأبدلت الياء من النون الأولى "لقرب الياء من النون و" الياء أبدلت "من العين" أيضا جوازا غير مطرد "نحو: ضفادي" في قول الشاعر:
ومنهل ليس له حوازق ... وبضفادي جمة نقانق
فأبدلت العين في ضفادع وهو جمع ضفدع ياء، وكان ينبغي أن يقول: وبضفادع جمة، لكن لو قال كذلك لانكسر البيت، فأبدلت من العين ياء والياء يسكن في موضع الجر، فاستوى فيه وزن الشعر: المنهل المورد وهو عين ماء ترده الإبل في المراعي، والحوازق بالحاء المهملة والزاي المعجمة جمع حازق والحزق الحبس؛ يعني أن هذا المنهل ليس له جوانب تمنع الماء أن يبسط حوله، والنقانق بفتح النون جمع نقنقة وهي صوت الضفدع، والجمة الكثيرة، وإنما أبدلت الياء من العين "لثقل العين" بالنسبة إلى الياء وكسرة ما قبلها، ولا ثقل في الكسرة مع الياء لتجانسهما

<<  <   >  >>