للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

[شرح ديكنقوز]

المستدعية للياء "و" أبدلت الياء "من التاء جوازا" غير مطرد "نحو: ايتصلت" أصله بالواو العاطفة في قوله:

قام بها ينشد كل منشد ... وايتصلت بمثل ضوء الفرقد

الفرقد الكوكب "لأن أصله"؛ أي أصل الياء في ايتصلت "واو ساكنة" ما قبلها مكسور؛ إذ أصله أوتصلت من الوصل، قلبت الواو تاء على القياس؛ لأن فاء الافتعال إذا كان واوا قلبت الواو تاء كما مر في المضاعف، وهذا لغة بني تميم، ثم أبدل الشاعر الياء من التاء وإن لم يكن بينهما مناسبة، إلا أن التاء لما أبدلت من الواو وبين الياء والواو مناسبة، فكأن المناسبة حاصلة بين الياء والتاء فأبدلها منها، وأما أهل الحجاز فيقلبون الواو ياء لانكسار ما قبلها ويتركون الياء على حالها فانزالت كسرة ما قبلها، كما في واو اتعد لا يقلبون الواو ياء لعدم علة القلب حينئذ، ولهذا حمل الزمخشري والمصنف قول الشاعر: وايتصلت على أن الياء أبدل من التاء في ايتصلت، ولم يجعلاه بدلا من الواو على لغة أهل الحجاز، وما وقع في النسخ من ايتصلت بدون الواو فخطأ كأنه وقع من الكاتب؛ إذ لو كان بدون الواو يكون ما قبله مكسورا، فيحتمل أن يكون الياء مبدلة من الواو على لغة أهل الحجاز فلا يتعين؛ لأن يكون مثالا لإبدال الياء من التاء، وأما إذا كان مع الواو فحينئذ لا يكون ما قبله مكسورا فلا يحتمل أن يكون الياء مبدلة من الواو على تلك اللغة، فتعين أن يكون مثالا لإبدال الياء من التاء، قال ابن الحاجب: إنما أبدلت التاء ياء لكونها إحدي حرفي التضعيف "و" أبدلت الياء "من الباء" جوازا غير مطرد نحو "نحو الثعالي" في قوله:

كأن رحلي على شغواء جادرة ... ظمياء قد بل من طل خوافيها

لها أشارير من لحم مشرحة ... من الثعالي ووخز من أرانيها

الشغواء العقاب، الجادرة المكتنزة الصلبة، شبه راحلته في سرعتها بعقاب، وظمياء معناها ما تضرب إلى السواد عطشى إلى دم الصيد، والطل مطر ضعيف، والخوافي ريش جناحها، وإذا بلها الطل أسرعت والضمير في لها للعقاب؛ أي لها في وكرها، أشارير جمع أشرارة براءين غير معجمتين، وهي قطعة من القديد، مشرحة مقطعة، الوخز الشي القليل؛ يعني أنها تصيد لفرخها، الثعالب والأرانب أصل الثعالي والأراني الثعالب والأرانب "و" أبدلت الياء "من السين" جوازا غير مطرد "نحو: السادس" في قوله:

إذا ما عد أربعة فسال ... فزوجك خامس وأبوك سادي

أصله سادس، الفسال جمع فسل بفتح الفاء وسكون السين وهو الرجل الخسيس؛ يعني إذا عد أربعة من أراذل القوم فزوجك خامسها وأبوك سادسها "ومن الثاء" أبدلت جوازا غير مطرد "نحو: الثالي" في قوله:

قد مر يومان وهذا الثالي ... وأنت بالهجران لا تبالي

أصله الثالث؛ يعني مضى يومان وهذا اليوم الثالث وأنت لا تبالي ولا تكترث بالفراق "لكثرة ما قبلهن"؛ أي الياء والسين والثاء "الواو أبدلت من الألف وجوبا مطردا نحو: ضوارب"؛ أي فيما وقع الألف قبل الألف للتكسير، فإنه جمع ضارب فلما زيد الألف بعد الألف في اسم الفاعل للتكسير اجتمع الألفان، فأبدلت الواو من الأولى "لقربهما في العلية واجتماع الساكنين" وعدم إمكان حذف أحدهما للالتباس بالواحد، كما مر في أواصل "و" أبدلت الواو "من الياء وجوبا مطردا نحو: موقن"؛ أي إذا كانت الياء ساكنة وما قبلها مضموما أصله ميقن "لضمة ما قبلها" واستدعاء الضمة الواو ولم يوجد قوله وجوبا مطردا هنا في أكثر النسخ مع وجوب ذكره، ولعله سقط سهوا من كاتب فانتشر نسخة ذلك الكاتب "و" أبدلت الواو


[الفلاح شرح المراح] لابن كمال باشا
"و" الياء أبدلت "من التاء" أيضا "جوازا" غير مطرد "نحو ايتصل" أصله اتصل بالتضعيف، فأبدلت الياء من إحدى التاءين، وإنما قلنا إن أصله اتصل "لأن أصله واو ساكن" وقد مر أن الواو والياء إذا وقعتا قبل تاء الافتعال تقلبان تاء وتدغمان في تاء الافتعال، نحو: اتعد واتسر فكذلك ها هنا أصله أوتصل فقلبت الواو تاء ثم أبدال الياء من تلك التاء فصار ايتصل "و" الياء أبدلت "من الباء" بنقطة واحدة جوازا غير مطرد "نحو: الثعالي" أصله الثعالب وكذلك الأراني أصله أرانب كما في قول الشاعر يصف عقابا:
لها أشارير من لحم متمرة ... من الثعالي ووخز من أرانيها
الأشارير قطع من لحم قديد، وتمييز اللحم تجفيفها، والوخز الشيء القليل، يقول إنها تصيد الثعالب والأرانب لفرخها "ومن السين" أيضا جوازا غير مطرد "نحو: السادي" أصله السادس "ومن الثاء" بنقط ثلاث جوازا غير مطرد "نحو: الثالي" أصله ثالث كما في قول الشاعر:
قد مر يومان وهذا الثالي ... وأنت بالهجران لا تبالي
وإنما أبدلت الفاء من هذه الحروف في هذه الصور "لكسرة ما قبلهن"؛ أي ما قبل الباء والياء والسين والثاء كما ترى "الواو أبدلت من الألف وجوبا مطردا نحو: ضوارب" جمع ضارب فلما اجتمع مع ألف الجمع ألفان فأبدلت الواو من الألف الأولى، الذي هو ألف اسم الفاعل في ضارب "لقربهما"؛ أي الواو الألف "في العلية"؛ أي في كونهما حرفي علة "واجتماع الساكنين" هما الألفان المذكوران "و" أبدلت أيضا "من الياء" وجوبا مطردا "نحو: موقن" أصله ميقن فأبدلت الواو من الياء "لضمة ما قبلها" وإنما لم يذكر قيد الوجوب والاطراد ها هنا اكتفاء بما علم مما مر في باب الأجوف بقوله: إن حرف العلة إذا سكنت جعلت من جنس حركة ما قبلها للين عريكة الساكن واستدعاء

<<  <   >  >>