قال منصور: فلما كان في خلافة المنتصر، ولى أيضا فوافقته في ذلك الموضع، ففعل فعله الأول وأنشد:
وقائد يحف في أعوانه … مثل حفيف الهيف في أجْفانه
فإن تلقاك بعدوانه … وخفت منه الجور في أوانه
فاسجد لقرد السوء في زمانه … وداره ما دام في سلطانه
انتهى، وقد كانت للقرود حقيقة دولة، فحكى المقريزي أن محمد بن إسحاق ابن محمد قاضي مدينة لامو غربي مقدشوه - ووصفه بالعلم مع العبادة والنسك - وأنه لقيه بمكة في سنة تسع وثلاثين وثمانمائة قال له: إن القردة غلبت على مقدشوه من نحو سنة ثمانمائة بحيث ضايقت الناس في مساكنهم وأسواقهم، وصارت تأخذ الطعام من الأواني وغيرها، وتهجم على الناس في الدور، وتأخذ ما تجده من آنية، حتى أن صاحب تلك الدار يتبع القرد ويتلطف به في رد الإناء، فيرده بعد أكل ما فيه، وإذا وجد امرأة منفردة وطئها، ومن عادة ملكها أن أرباب دولته يقفون تحت قصره، فإذا تكاملوا فتحت طاقة بأعلاه، فيقبلون الأرض ثم يرفعون رؤوسهم فيجدون الملك قد أشرف عليهم من تلك الطاقة، فيأمر وينهي، فلما كان في بعض الأيام كان المشرف عليهم قردا قال: وتمر القردة طوائف، طوائف، كل طائفة لها كبير يقدمها، وهي تابعة له بتؤدة وترتيب، قال: فيرون ذلك عقوبة من اللَّه لهم، انتهى. واللَّه أعلم بصحة ذلك.
١٣٤١ - حَدِيث: يُسَاقُ إِلَى مِصْرَ كُلُّ قَصِيرِ الْعُمُرِ، أبو نُعيم في الطب، والطبراني في الكبير، وابن شاهين وابن السكن في الصحابة، وابن يونس وغيرهم، كلهم من طريق موسى بن عُلَيّ بن رباح عن أبيه عن جده رباح رفعه: إن مصر ستفتح بعدي، فانتجعوا خيرها ولا