علم الحديث إذ هو البيانُ ... لما به قد أنزل القرآنُ
القرآن يشتمل على مجمل بينته السنة، والبيان يأخذ حكم المبين.
فسنة الرسول وحيٌ ثاني ... . . . . . . . . .
كما جاء في قوله -جل وعلا-: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [(٣ - ٤) سورة النجم] والخلاف بين أهل العلم في النبي -عليه الصلاة والسلام- هل له أن يجتهد ويصدر حكماً من تلقاء نفسه لم يتلقَ فيه عن الله -عز وجل- خبر أو ليس له ذلك؟ والجمهور على أن له أن يجتهد إلا أنه لا يقر على خلاف الأولى، وقصة فداء الأسرى مثالٌ على ذلك.
فسنة الرسول وحيٌ ثاني ... عليهما قد أطلق الوحيانِ
فالكتاب والسنة هما الوحيان، وإذا قيل: نصوص الوحيين فالمراد بذلك نصوص الكتاب والسنة، وأُلف كتاب اسمه:(تيسير الوحيين بالاقتصار على القرآن مع الصحيحين) فكرة هذا الكتاب أننا لسنا بحاجة إلى أي كتابٍ على وجه الأرض إلا القرآن والبخاري ومسلم، هذا من باب التيسير على المتعلمين، هذا هدف المؤلف، وهذا قصده، وقد عرف بالعلم والعمل إلا أنه في هذه المسألة أخطأ، أخطأ فإنه يصفو من كتب السنة من الصحيح الزائد على الصحيحين الشيء الكثير، وفي صنيعه هذا إهدار لجلّ السنة، وإن كان ابن الأخرم يقول:
. . . . . . . . . لكن قلّما ... عند ابن الأخرم منه قد فاتهما
يعني قليل الذي فات الصحيحين مما لم يذكرها، نقول: لا، ولذا قال الحافظ العراقي:
ورُد -يعني كلام ابن الأخرم-
ورد لكن قال يحيى البرُّ ... لم يفت الخمسة إلا النذرُ
وفيه ما فيه -يعني كلام يحيى الذي هو النووي-
وفيه ما فيه لقول الجعفي ... أحفظُ منه عشر ألف ألفِ