وعلماء البلاغة في البديع يقولون: حقيقة أو تقديراً، يعني كأن قائلاً:"ابتدعت يا عمر" وقد يكون هناك من قال لعمر: ابتدعت يا عمر، فقال مجيباً عن هذا المحقق أو المقدر:"نعمت البدعة" وكأن عمر وهو الخليفة الراشد الذي أمرنا باقتفاء سنته، الملهم المحدث كأنه توقع إن لم يكن واقع أن هناك من سيقول: ابتدعت يا عمر، ووجد من الشراح من يقول: البدعة بدعة ولو كانت من عمر، ولا شك أن هذا سوء أدب مع الخليفة الراشد، والحقيقة أن هذه ليست ببدعة؛ لأنها عملت على مثال سبق من فعله -عليه الصلاة والسلام-، وكونه -صلى الله عليه وسلم- يتركها جماعة مع أصحابه خشية أن تفرض عليهم، وهذا من شفقته -عليه الصلاة والسلام- بأمته.
"ولا تكُ بدعياً" هنا نسب المبتدع إلى بدعته، فالنسبة إلى البدعة بدعي، والنسبة إلى السنة سني، وهما متقابلان، والابتداع والاختراع في الدين جاء ذمه والتشديد في شأنه في كلام أهل العلم كثير، والمبتدع له معاملة تليق به.
لا تلقَ مبتدعاً ولا متزندقاً ... إلا بعبسة مالك الغضبانِ