وهذا الحديث بالنسبة للمبتدعة شأنه عظيم، يعني لو قيل لك: استقبل فلان بالمطار، هذا مثال لا شيء بالنسبة لما جاء في صفات الله -جل وعلا-، استقبل فلان في المطار، ثم طلعت تستقبله، وسألت الذي قال لك تستقبله: طويل قصير، سمين نحيف؟ تقول: والله ما أدري، طلع للمطار، ونزل الناس من الطائرة، ما يدري من يستقبل؟ ويش اسمه على شان ننادي عليه؟ قال: والله ما أعرف اسمه، واحد يبي يجينا من بلد كذا، كيف يستقبله هذا؟ كيف يعرفه من بين الناس، فإذا كان الله -جل وعلا وتقدس- عرفنا بصفاته في كتابه، وعلى لسان نبيه -عليه الصلاة والسلام-، نعرف أن له هذه الصفات، فالذي ينكر هذه الصفات كيف يعرفه بهذه الصفات؟ إذا تجلى بالصفات التي أنزلها في كتابه وعلى لسان نبيه -عليه الصلاة والسلام-، والمثال الذي ذكرناه مثال تقريبي وإلا لا نشبه الله بخلقه، لكن هو تشبيه للمعرفة بالمعرفة لا المعروف بالمعروف، هذا الذي طلع للمطار لا يعرف اسمه ولا يعرف لونه ولا طوله ولا حجمه ولا عرضه، ولا أي صفة من صفاته، كيف يستقبله في المطار هذا؟ يستطيع؟ نزلوا الناس أفواجاً من الطائرة، ما يعرف، فيرجع بدونه، وهذا الذي ينكر الصفات إذا تجلى الله -جل وعلا- لعباده يوم القيامة كيف يعرفه، فالمسألة جد خطيرة.
وقد ينكر الجهمي هذا وعندنا ... . . . . . . . . .
ينكر الجهمي هذا، ويشترك مع الجهمية في إنكار الرؤية -وهي من عظائم الأمور- المعتزلة والخوارج، الخوارج ينكرون الرؤية، الإباضية يقولون بخلق القرآن، وينفون الرؤية كقول الجهمية والمعتزلة -نسأل الله السلامة والعافية-، وتداخلت المذاهب، وتأثر بعضها ببعض، فالإباضية الخوارج تأثروا بالمعتزلة، الرافضة أيضاً تأثروا بالاعتزال، الزيدية شابهم شيء من الاعتزال، بل وافقوا المعتزلة في كثير من القضايا، وهذه عقوبات لذنوب بعضها يجر بعض، وإلزامات مع التزامات، وقد سلم منها من وفقه الله -جل وعلا- للاعتقاد الصحيح.
"وقد ينكر الجهمي هذا" يعني مسألة الرؤية.
. . . . . . . . . وعندنا ... بمصداق ما قلنا حديث مصححُ