هذه في نسخة دمشق الطبعة الأولى، وفي نسخة الشيخ رشيد رضا "حديث مصرِح" وهو حديث بالفعل مصحح ومصرَح به أو مصرِح، فالحديث صحيح صريح في الصحيحين وغيرهما.
. . . . . . . . . وعندنا ... بمصداق ما قلنا حديث مصححُ
أو مصرَح أو مصرِح.
"رواه جرير" جرير بن عبد الله البجلي الصحابي الجليل يوسف هذه الأمة "عن مقال محمد" -عليه الصلاة والسلام- يعني يرويه عن النبي -عليه الصلاة والسلام- ويرفعه إليه.
. . . . . . . . . عن مقال محمد ... فقل مثل ما قد قال في ذاك تنجحُ
يعني من قدوته وأسوته النبي -عليه الصلاة والسلام- فنجاحه وفلاحه مضمون، من كان قدوته فيما يفعل وفيما يذر، وفيما يعمل، وفيما يعتقد، من كان قدوته النبي -عليه الصلاة والسلام-، ومن كان هواه تبعاً لما جاء به النبي -عليه الصلاة والسلام- فهو الناجح وهو المفلح، أما من خالف ما جاء عن النبي -عليه الصلاة والسلام- سواءً كانت هذه المخالفة عن معاندة، أو كانت عن تأويل لا مسوغ له ولا دليل عليه، بل هو تحريف للنصوص، تحريف لألفاظها، تحريف لمعانيها، هذا لا ينجح ولا يفلح.
مسألة الكلام النصوص صريحة في القرآن في إثبات كلام الله -جل وعلا-؛ لما أراد الجهمي أن يحرف اللفظ في قول الله -جل وعلا-: {وَكَلَّمَ اللهُ مُوسَى} [(١٦٤) سورة النساء] قال: "كلم اللهَ" فحرف تحريفاً لفظياً، لكن إذا تسنى له أن يحرف مثل هذا فكيف يستطيع أن يحرف {وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ} [(١٤٣) سورة الأعراف]؟ يستطيع؟ ما يمكن أن يستطيع، وقد رُد عليه بهذا، فهذا من تحريف اللفظ.
وتحريف المعنى في مسألة الكلام نظروا في المادة مادة الكلام، وأن هذه المادة تطلق على عدة معاني، منها: التجريح ((ما من مكلوم يكلم في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة ... )) إلى آخره، يكلم يعني يجرح، فقالوا: نحمل الكلام هنا على التجريح، التكليم {وَكَلَّمَ اللهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [(١٦٤) سورة النساء] يعني جرحه، جرحه بإيش؟ قالوا: بأظافير الحكمة، هذا تحريف للمعنى -نسأل الله السلامة والعافية-، فعلى الإنسان أن يعتقد هذا الاعتقاد الصحيح، وأن يلهج بدعاء الله -جل وعلا- أن يثبته عليه إلى أن يتوفاه عليه.