لا يعني أن هؤلاء شهد لهم بالجنة، فمن عداهم حكمه كحكم سائر الناس، لا، أولاً: ثبت أن النبي -عليه الصلاة والسلام- شهد لبعض الصحابة غير العشرة بالجنة، شهد لغير العشرة، شهد للحسن والحسين، وشهد أيضاً لثابت بن قيس بن شماس، نعم وبلال، وعكاشة بن محصن وفاطمة هاه؟ المقصود أنه ثبتت الشهادة لغير واحد من الصحابة غير العشرة، وإذا كان هذا حكم من شهد له النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه يشهد له فماذا عن حكم الباقي؟ الباقي وإن لم يشهد له إلا أنهم يقال فيهم خير قول.
وقل خير قول في الصحابة كلهم ... . . . . . . . . .
ولا تطعن في واحد منهم، ولا تفضل عليهم غيرهم، ولا تعرضهم للسانك بسبب ما وقع من بعضهم، إنما تقول خير قول فيهم؛ لأنك إذا طعنت فيهم كما فعل المبتدعة، المبتدعة إنما طعنوا في الأشخاص لا لذواتهم، إنما طعنوا فيهم من أجل أن يطعنوا فيما وصلنا من طريقهم، إذا طعنا في الراوي طعنا في المروي، فمعنى هذا أن الدين كله مطعون فيه؛ لأنه وصلنا عن طريقهم، وهذه هي طريقة الشيطان، وأسلوب الشيطان، لا يواجه الناس بما ينكرونه، لو طعن شخص في الدين مباشرة أنكروا عليه؛ لأن الدين رأس المال بالنسبة للمسلمين، لكن يأتي الشيطان بحيلة بحيث يطعن في الدين وتقبل شبهته، يقبلها من يشعر ومن لا يشعر، فإذا طعن في أبي هريرة ارتاح الأشرار من نصف السنة، ولذا لو سبرتم الأمر ما تجد أحد يطعن في أبيض بن حمال أبداً، ما وجدتهم يطعنون فيه، ما تجده، ليش؟ لأن هذا يتعبهم، ما يروي إلا حديث أو حديثين، وإذا أرادوا أن يتتبعوا أمثال هؤلاء احتاجوا إلى أزمان متطاولة؛ لأنهم مع طعنهم ما يطعنون بكلام مجرد، يجدون شبه، ويتشبثون بأشياء، لكن مع ذلك تجدهم لا يعمدون إلى ما يتعبهم، واحد يكفيهم عن ألف شخص من الصحابة، أبو هريرة وحده يعادل ألف من المقلين، فالذي يطعن في الصحابة لا شك أنه يطعن في الدين، ولذا قال:
"وقل" أيها السني المتبع المقتفي "خير قول في الصحابة كلهم" دون استثناء حتى من حصل منه ما حصل، حتى من حصل منه السرقة، حتى من حصل منه الزنا، حتى من حصل منه الاقتتال.
وقل خير قول في الصحابة كلهم ... ولا تكُ طعاناً تعيب وتجرحُ