الهدى يراد به هنا السنة النبوية؛ ليكون الأمر بالاعتصام بهما معاً، ولن يضل من تمسك بالكتاب والسنة، وبالتمسك بهما العصمة من كل شر وفتنة.
وفي خطبه -عليه الصلاة والسلام- ينبه النبي -عليه الصلاة والسلام- كما جاء في صحيح مسلم من أنه -عليه الصلاة والسلام- يقول في خطبته:((أما بعد: فإن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد رسول الله)) فينبه على المصدرين الأساسيين من مصادر التلقي في هذا الدين، ولا ثالث لهما يستقل بنفسه، أما القرآن مصدر مستقل، والسنة الأصل فيها أنها موضحة للقرآن، ومبينة له، وشارحة للقرآن على أن فيها من الأحكام ما لم يأتِ في القرآن، ففيها أحكام زائدة على ما في القرآن، وكل من القرآن والسنة وحي من عند الله -جل وعلا-، أما القرآن فظاهر، وأما السنة فدليل كونها وحي قوله -جل وعلا-: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى} [(٣) سورة النجم] فالوقائع كثيرة يُسأل النبي -عليه الصلاة والسلام- فيسكت، ثم ينزل عليه الوحي مما ليس في القرآن، فدل على أن السنة وحي من عند الله -جل وعلا-.