للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

حدثنا خلف بن محمد بن إسماعيل، قال: سمعت أبا عمرو أحمد بن نصر النيسابوري الخفاف ببخارى يقول: كنا يوماً عند أبي إسحاق القيسي ومعنا محمد بن نصر المروزي، فجرى ذكر محمد بن إسماعيل البخاري، فقال محمد بن نصر: سمعته يقول: من زعم أني قلت: لفظي بالقرآن مخلوق فهو كذاب، فإني لم أقله، فقلت له: يا أبا عبد الله قد خاض الناس في هذا، وأكثروا فيه، فقال: ليس إلا ما أقول.

قال أبو عمرو الخفاف: فأتيت البخاري فناظرته في شيء من الأحاديث حتى طابت نفسه، فقلت: يا أبا عبد الله ها هنا أحد يحكي عنك أنك قلت هذه المقالة، فقال: يا أبا عمرو احفظ ما أقول لك: من زعم من أهل نيسابور وقومس والري وهمذان وحلوان وبغداد والكوفة والبصرة ومكة والمدينة أني قلت: لفظي بالقرآن مخلوق فهو كذاب، فإني لم أقله إلا أني قلت: أفعال العباد مخلوقة.

وقال أبو سعيد حاتم بن أحمد الكندي: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: لما قدم محمد بن إسماعيل نيسابور ما رأيت والياً ولا عالماً فعل به أهل نيسابور ما فعلوا به، استقبلوه مرحلتين وثلاثة، فقال محمد بن يحيى في مجلسه: من أراد أن يستقبل محمد بن إسماعيل غداً فليستقبله، فاستقبله محمد بن يحيى وعامة العلماء، فنزل دار البخاريين، فقال لنا محمد بن يحيى: لا تسألوه عن شيء من الكلام فإنه إن أجاب بخلاف ما نحن فيه وقع بيننا وبينه، ثم شمت بنا كل حروري وكل رافضي وكل جهمي وكل مرجئ بخراسان ...

المسألة وضحت يعني كلها من الحساد الذين استوشوا هذه المسألة وهذه القضية وألزموا البخاري بلازم لم يلتزمه، وكلامه حق، أفعال العباد مخلوقة، لكن الحسد، وإرادة التفريق بين العلماء موجودة في كل عصر وفي كل مصر، استغلها بعض المغرضين، وأرادوا أن يفرقوا بين الإمامين، ووجدوا مدخلاً، فاستغلوا هذه الفرصة، فحصل ما حصل.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

اللهم اغفر لشيخنا، واجزه عنا خير الجزاء، واغفر لنا يا رب العالمين.

قال الناظم -رحمه الله تعالى-:

وبالقدر المقدور أيقن فإنه ... دعامة عقد الدين والدين أفيحُ

ولا تنكرن -جهلاً- نكيراً ومنكراً ... ولا الحوض والميزان إنك تنصح

<<  <  ج: ص:  >  >>