وقل: يخرج الله العظيم بفضله ... من النار أجساداً من الفحم تطرح
على النهر في الفردوس تحيا بمائه ... كحب حميل السيل إذ جاء يطفح
وأن رسول الله للخلق شافع ... وقل في عذاب القبر: حق موضح
ولا تكفرن أهل الصلاة وإن عصوا ... فكلهم يعصي وذو العرش يصفح
ولا تعتقد رأي الخوارج إنه ... مقال لمن يهواه يردي ويفضح
ولا تك مرجياً لعوباً بدينه ... ألا إنما المرجي بالدين يمزح
وقل: إنما الإيمان قول ونية ... وفعل على قول النبي مصرح
وينقص طوراً بالمعاصي وتارة ... بطاعته ينمي وفي الوزن يرجح
ودع عنك آراء الرجال وقولهم ... فقول رسول الله أزكى وأشرح
ولا تكُ من قوم تلهو بدينهم ... فتطعن في أهل الحديث وتقدح
إذا ما اعتقدت الدهر يا صاح هذه ... فأنت على خير تبيت وتصبح
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فيقول الناظم -رحمه الله تعالى- بعد أن أنهى الكلام على عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة ذكر معتقدهم في ركن ركين عظيم من أركان الإيمان، لا يصح الإيمان إلا به، هو الإيمان بالقدر خيره وشره، حلوه ومره، وجاء ذكره في آيات كثيرة، وذكره النبي -عليه الصلاة والسلام- في جوابه لجبريل لما سأله عن الإيمان، وذكر فيه: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره، وهو ركن من أركان الإيمان بإجماع من يعتد بقوله من أهل العلم، والإيمان بالقدر المقدور المقدر من قبل الله -جل وعلا- المقضي منه -سبحانه وتعالى- لا يصح الإيمان إلا به.
ومن ينتسب إلى القبلة اختلفوا إلى طرفين ووسط، طرف نفوا القدر، وقالوا: إن الأمر أنف، وهؤلاء وجدوا في عصر الصحابة، وذكروا لابن عمر -رضي الله عنه- في أول حديث في صحيح مسلم، وأقسم أن أحدهم لو أنفق ما أنفق ما قبل منه حتى يؤمن بالقدر، واحتج عليهم بحديث جبريل حينما سأل النبي -عليه الصلاة والسلام- عن الإيمان فذكر له أركانه، وفيها الإيمان بالقدر.