نكير ومنكر إذا سألا العبد عن الأصول الثلاثة من ربك؟ وما دينك؟ ومن هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فالمؤمن يقول: ربي الله، وديني الإسلام، والنبي الذي بعث فينا هو محمد بن عبد الله -عليه الصلاة والسلام-، فينبغي أن يعنى طالب العلم بهذه الأسئلة الثلاثة، ويعد لها جواباً، قد يقول أحد مثلاً: كل الناس يجيبون على هذه الأسئلة، كل الناس يجيبون، الأطفال في الصف الأول الابتدائي، وبعض الناس يلقنها الأولاد من سن الثالثة، وبعضهم قبل ذلك، وبعضهم بعد ذلك، والمسألة مسألة توفيق، لكن قد يقول: كل الناس يجيبون، الجواب ما هو بيدك، المسألة مسألة اعتقاد صحيح يصدقه العمل، أما مجرد الدعاوى فلا تنفع، وقد لا يجيب ولو كان من أكثر الناس قراءة للكتب، لكنه لم يعتقد الاعتقاد الصحيح، هذا على خطر عظيم، إذا كان عنده شك أو ارتياب فيما يقرأ وفيما يعتقد لا شك أنه لن يجيب؛ لأن المنافق أو المرتاب يكون جوابه: هاه لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته، فالمسألة تثبيت من الله -جل وعلا- في الدنيا وفي الآخرة، والتثبيت في الآخرة مترتب على الثبات في الدنيا، وعلى الإنسان أن يعمل ويسعى جاهداً في هذه الدنيا مخلصاً لله -جل وعلا-، ليثبت في الآخرة.
"نكيراً ومنكراً" وهذان الاسمان يدلان على أن هذين الملكين في صورة قبيحة منكرة، يستنكرها الإنسان، وليسا على صفة حسنة جميلة، يرغبها الإنسان، وهذا مأخوذ من التسمية، وجاءت أوصافهما في الأحاديث.
ولا تنكرن جهلاً نكيراً ومنكراً ... ولا الحوض. . . . . . . . .