الحوض حوض النبي -عليه الصلاة والسلام- من معتقد أهل السنة والجماعة الإيمان بعذاب القبر بعد السؤال من منكر ونكير، إما أن ينعم في قبره، ولذا يقول شيخ الإسلام في الواسطية:"ثم بعد هذه الفتنة" فتنة السؤال "ثم بعد هذه الفتنة إما نعيم وإما عذاب" فالذي يجيب بالأجوبة الصحيحة يقال له: نم، فينام كنومة العروس، يفتح له باب إلى الجنة، ويأتيه من روحها ... إلى آخره، وأما بالنسبة للذي لا يجيب هذا -نسأل الله العافية- يضرب بمرزبة من حديد، ويفتح له باب من نار، ويعذب في قبره {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا} [(٤٦) سورة غافر] إلى يوم القيامة {غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [(٤٦) سورة غافر] فالقبر فيه نعيم وفيه عذاب، فعلى المسلم لا سيما طالب العلم أن يعد العدة.
"ولا الحوض" حوض النبي -عليه الصلاة والسلام- الذي جاء وصفه ووصف مائه، وعدل آنيته، وأنه يذاد عنه أقوام يعرفهم النبي -عليه الصلاة والسلام- بأوصافهم وبأشكالهم، فمن ارتد بعده وكان قد آمن به يعرفه بعينه، وأما من لم يدركه من أمته يعرفه في الآثار التي تدل عليه؛ لأنه ارتد على عقبيه، فهؤلاء الذين ارتدوا على أعقابهم هؤلاء يذادون عن الحوض، والنبي -عليه الصلاة والسلام- يقول:((أصحابي أصحابي)) ((أصيحابي)) في بعض الروايات، فيقال:((إنك لا تدري ماذا أحدثوا بعدك)) فلينتبه الإنسان إلى هذه المحدثات، ويلزم الجادة؛ لأن هذه المحدثات قد تكون في أول الأمر يسيرة، لكنها تشريع، مشاركة لله -جل وعلا- في التشريع، ينتبه لهذه المحدثات التي لا تزال تكبر شيئاً فشيئاً إلى أن يخرج بسببها من دينه فيرتد على عقبيه، ويذاد عن الحوض.