"وفي الوزن يرجحُ" يعني إيمان خفيف، فإذا باشر الأسباب التي تقوي الإيمان وتزيد في الإيمان رجح هذا الإيمان، ووزن إيمان أبي بكر بإيمان غيره فرجح، ووزن إيمان عمر بغيره فرجح لكماله.
ودع عنك آراء الرجال وقولهم ... . . . . . . . . .
آراء الرجال في المسائل الشرعية التي فيها النصوص يُذم الرأي، وجاء ذمه كثيراً على ألسنة السلف؛ لأنهم عارضوا به النصوص، حتى قال بعض الأئمة: إنهم أعيتهم النصوص أن يحفظوها، فلجئوا إلى الرأي، فقالوا بآرائهم لما عجزوا عن حفظ النصوص، وإلا فالمعول على الرأي وإلا على النص؟ على النص بلا شك، وآراء الرجال لا شك أنها نابعة عن تعظيمهم، والاقتداء بهم، وأنها تحول بين المرء المسلم -ومع الأسف بعض طلاب العلم- وبين قبول الحق، يعني آراء الرجال أحياناً يقال لزيد من الناس: صنيعك هذا حرام، الإسبال حرام، يقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: ((ما أسفل من الكعبين ففي النار)) يقول لك: المذهب كراهيته، أقول لك: قال رسول الله وتقول: المذهب؟! ابن عباس -رضي الله عنهما- وهو مستند إلى رأي أبي بكر وعمر المخالف؛ لما قال ابن عباس: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كذا، قال: قال أبو بكر وعمر، يعارض رأي الرسول برأي أبي بكر وعمر، ومن مثل أبي بكر وعمر؟ ومع ذلك يقول ابن عباس: يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء أقول: قال رسول الله، وتقولون: قال أبو بكر وعمر، هل يقابل هذا بهذا؟ لو الأمة كلها مع أنها معصومة من أن تجمع على ضلالة جاءت بما يخالف ما ثبت عن النبي -عليه الصلاة والسلام- فالعبرة بما ثبت عنه.
ودع عنك آراء الرجال وقولهم ... . . . . . . . . .
ابن القيم -رحمه الله- يقول:
والله ما خوفي الذنوب وإنها ... لعلى سبيل العفو والغفرانِ
لكن خوفي أن يزيغ القلب عن ... تحكيم هذا الوحي والقرآنِ
ورضاً بآراء الرجال وخرصها ... لا كان ذاك بمنة الرحمنِ
وكثير من المقلدة أتباع الأئمة تجدهم يقعون في مثل هذا، نعم؟