بلا شك، وما تقوله من هجمة على الأئمة وعلى كتب الأئمة، بل تطاول الأمر إلى أن أحرق بعض الكتب، هذا رد فعل للتقليد الجامد، والعمل بآراء الرجال المجردة دون أدلة، جاءت ردة الفعل بأن تطرح آراء الرجال وأقوال الرجال وكتب الرجال، ما لها داعي، علينا بالكتاب والسنة فقط، ويوجه الشباب إلى التفقه من الكتاب والسنة، وهذه لا شك أن الدعوى دعوى طيبة وهي الأصل، لكن من يوجه له مثل هذا الكلام هذا تضييع له، هذا تضييع لطالب العلم الذي لم يتأهل أن يتجه للتفقه من الكتاب والسنة؛ لكنه إذا تأهل لمعرفة النصوص، وحفظ النصوص، وعرف كيف يتعامل مع النصوص صار فرضه العمل بالنصوص، خلافاً لمن يقول: ولا يجوز الخروج عن المذاهب الأربعة ولو خالفت الكتاب والسنة وقول الصحابي، قال هذا الكلام بالحرف؛ لأن العمل بظواهر النصوص من أصول الكفر، هذا قيل في حاشية الصاوي على الجلالين عند تفسير قول الله -جل وعلا- في سورة الكهف:{وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا * إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ} [(٢٣ - ٢٤) سورة الكهف] هو ما أدري ويش علاقة هذا الكلام بهذه الآية؟