للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

أنا أتكلم عن غير المتأهل، لا يحمل الكلام على غير مأخذه، غير المتأهل طالب علم مبتدئ يخاطب دورة علمية لطلاب مبتدئين في المتوسط والثانوي، ومن في حكمهم ممن بلغ ما بلغ من السن وما تعلم علم على الجادة، يقال له: استنبط من الكتاب والسنة! ويش يبي يعمل من السنة؟ يبي يبدأ بأي كتاب؟ كيف يوجه هذا الذي يعمل من السنة؟ بأي كتاب يبدأ؟ بالبخاري، طيب إذا كان البخاري فيه أحاديث في أوله منسوخة بأحاديث في آخره، منسوخة بأحاديث في مسلم، مقيدة في حديث في السنن، كيف يعمل مثل هذا؟ كيف يعرف يتعامل مع النصوص حتى لو كان المقيد؟ لو كان الناسخ بعده ما عرف يتعامل، في صحيح مسلم: باب الأمر بقتل الكلاب، قرأ هذا الباب وأخذ المسدس وطلع كلما شاف كلب أفرغ في رأسه رصاصة، من الغد، درس الغد مباشرة باب نسخ الأمر بقتل الكلاب، ويش يسوي هذا، مثل هذا يتفقه من الكتاب والسنة؟ نعم إذا تأهل فرضه الاجتهاد، إذا تأهل لا يجوز له أن يقلد الرجال، أو يترك قال الله وقال رسوله لآراء الرجال، أبداً، إذا تأهل فلا بد من التفريق بين هذا وهذا، وآراء الرجال لا شك أنها لا يمكن أن تعارض بما ثبت عن الله وعن رسوله، نعم أفهام الرجال لكلام الله وكلام رسوله -صلى الله عليه وسلم- يستفاد منها، يعني فرق بين أن تعتمد رأي العالم، وبين أن تعتمد فهم العالم لهذا النص، فيكون عمدتك النص، ما هو عمدتك رأي الرجل، لكن أنت قصرت عن فهم هذا النص تستفيد من رأي العالم.

ودع عنك آراء الرجال وقولهم ... فقول رسول الله أزكى وأشرحُ

ولا يمكن أن يقدم رأي أحد كائناً من كان على قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-.

ولا تكُ من قوم تلهوا بدينهم ... فتطعن في أهل الحديث وتقدحُ

<<  <  ج: ص:  >  >>