للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أدخلوا «هذا» للوقت الحاضر، كما يدخلون «كان» لما مضى. فإذا ادخلوا «هذا» وهو اسم، ارتفع به «زيد» وارتفع «هذان» به على ما لو اختير حكم المبتدأ والخبر والذي بعده. فارتفاع «زيد» «بهذا» . ويسمى أهل الكوفة هذا: التقريب. ومنزلة «ها» عند منزلة «كان» لأن «كان» دخلت على: زيد قائم به فانتصب به. ولا يجوز إسقاط المنصوب، لأن الفائدة به، معقودة والقصد إليه.

ويجوز عند الكوفيين: هذا زيد القائم، كما يجوز كان زيد القائم.

ولا يجوز عند البصريين: هذا زيد القائم، لأن مجراه عندهم مجرى الحال، بخلاف خبر كان، إذ ليس هو بحال.

وأما قوله تعالى: (ثُمَّ أَنْتُمْ هؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ) «١» ففيه ثلاثة أقوال:

أحدها مذهب أصحابنا، وهو أن «أنتم» و «هؤلاء» مبتدأ وخبر.

و (تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ) في موضع الحال، تقديره: قاتلين أنفسكم.

وعلى مذهب الكوفيين «تقتلون» خبر التقريب، على ما ذكرناه من مذهبهم.

وقال ثعلب: «هؤلاء» فى معنى «الّذين» و «تقتلون» فى صلتها.

كأنه قال: ثم أنتم الذين تقتلون أنفسكم، كما قال ابن مفرع:

عدس ما لعباد عليك إمارة ... أمنت «٢» وهذا تحملين طليق


(١) البقرة: ٨٥.
(٢) اللسان (٨: ٧) : «نجوت» .

<<  <  ج: ص:  >  >>