بمعنى التقرير. وأما (ها أَنْتُمْ) فإنها للتنبيه، ولحقت الجملة كما لحقت «يا» في ذا البيت:
يا قاتل الله صبياناً تجئ بهم ... أم [الضبيغس من زند]«١» لها وارى
ويجوز أن تكون في (ها أَنْتُمْ) بدلاً من همزة الاستفهام، كما كان بدلاً منها في قول من قال (ها أَنْتُمْ) ، وتكون الألف التي تدخل بين الهمزة لتفصل بينهما، لأن الهاء بمنزلة الهمزة في حمراء في حكم الألف، بدلالة ترك الصرف.
ومما أضمر فيه المبتدأ قولهم من مسائل الكتاب: لا سواء/ والتقدير:
«هذان لا سواء» فحذفوا المبتدأ وصارت «لا» كافة عوضا منها، و «سواء» خبر المبتدأ، وكما صارت «لا» هنا عوضاً عن المبتدأ صارت كذلك عوضاً عنه في قولك: «أزيد عندك أم لا» ؟
قال: التقدير «أم هو لا» فلم يظهر، لأن «لا» قد صار عوضاً عنه كما صار عوضاً في «سية» قوله: لا سواء. والمعنى: لا هما سواء، ولا هذان سواء. فلم يكرر «لا» لم يستقبح ذلك، كما استقبحوا «لا زيد عندك» حتى يقال: «ولا عمرو» ، لأنه كما أنه لو أظهر المبتدأ لم يلزم تكرير «لا» كذلك لم يلزم تكريره فيما هو بدل منه. وأما خبر المبتدأ المضمر، فاستغنى عن إظهاره كما استغنى عن إظهار الخبر، نحو «زيد عندك وعمرو» . وحسن هذا الكلام أن «لا» قد حذفت بعدها الجمل في نحو قول ذى الرمة: