للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأنك قد استغنيت عن إظهاره، فلما كان هذا كذلك أجرى مجرى الأجنبي واستؤنف على حياله، حيث كان ضعيفا فيه. وقد يجوز أن تنصب.

قال سوادة بن عدي:

لا أرى الموت يسبق الموت شيء ... نغص الموت ذا الغنى والفقيرا «١»

فأعاد الإظهار. وقال الجعدي:

إذا الوحش ضم الوحش في ظللاتها ... سواقط من حرٍّ وقد كان أظهرا «٢»

والرفع فيه الوجه.

قال أبو الحسن: النصب في لغة أهل الحجاز لا يكون غيره في قوله:

ما زيد منطلقا زيد، لأنك إن جعلت «زيدا» بمنزلة الأجنبي لم يكن كلاما، فأنت إذا أعدت «زيدا» ، فكأنك قلت: ما زيد منطلقا هو، ولا يكون على غير ذلك في لغة أهل الحجاز، وإنما رفعت: «ولا يسيء معن» على الإبتداء، وعلى لغة بني تميم لأنك إذا قلت: ما معن بتارك حقه، استغنى الكلام.

قلت: فالآية الأولى محمولة على إضمار «به» أي: ثم جاءكم به، والآي الأخر محمولة على إضمار «منهم» ، أي: إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا منهم، وأجر المصلحين منهم، وأجر المحسنين منهم.

فأما قوله: (وَهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ) «٣» فليس على: «وهو الذى في السماء هو» ، فوضع الظاهر موضع المضمر، ولكن على حذف المبتدأ، وهو الذي هو


(١) الكتاب (١: ٣٠) . [.....]
(٢) الكتاب (١: ٣١) .
(٣) الزخرف: ٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>