بدأ الموقف (الغربيّ) من رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم يتشكّل في إطار دينيّ صرف، مترع بالتعصّب والتشنّج والانفعال، مليء بالحقد والغضب والكراهية، تحيطه جهالة عمياء متعمّدة حينا وغير متعمّدة أحيانا جعلت بين القوم وبين شخصية رسولنا عليه الصلاة والسلام سدّا يصعب اختراقه، والنتيجة ليست أبحاثا تاريخية علمية أو موضوعية بحال.. إنما ذلك السيل المنهمر من الشتائم والسباب مارسها رجال دين من قلب الكنيسة النصرانية باتجاهاتها كافة.. ومارسها رجال علمانيّون لا علاقة لهم بالكنيسة من قريب أو بعيد، وقد استمر هذا التيار حتى العصر الراهن.
ماذا كانوا يقولون عن رسولنا عليه الصلاة والسلام، وعن رسالته؟
يصعب على المرء أن يسرد ما قالوه حتى على سبيل الاستشهاد ...
ولكن ما دام أن ناقل الكفر ليس بكافر، فلا بأس من الإشارة- بإيجاز- إلى بعض الشواهد، نتلقّاها عن أناس حديثي عهد بهذا العصر، بل إن بعضهم لا يزال حيا.
يقول المونيسنيور كولي في كتابه (البحث عن الدين الحق) : برز في الشرق عدو جديد؛ هو الإسلام الذي أسس على القوة وقام على أشد أنواع التعصّب، ولقد وضع محمد السيف في أيدي الذين تبعوه، وتساهل في أقدس قوانين الأخلاق، ثم سمح لأتباعه بالفجور والسلب. ووعد الذين يهلكون في القتال بالاستمتاع الدائم بالملذات في الجنة. وبعد قليل أصبحت آسية الصغرى وإفريقية وإسبانية فريسة له. حتى إيطالية هددها الخطر، وتناول الاجتياح نصف فرنسية لقد أصيبت المدنية؛ ولكن انظر!! ها هي النصرانية تضع بسيف شارل مارتل سدّا في وجه سير الإسلام المنتصر عند بواتييه (٧٥٢ م) ، ثم تعمل الحروب الصليبية في مدى قرنين تقريبا