للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

مقدمة:

٢ - أهميَّة الدعوة إلى الله وفضلها:

مما لا شكَّ فيه إنَّ أفضلَ وخير ما تصرف فيه الجهود وتبذل فيه الطاقات هو نشر دين الله تعالى وبيانه للناس، ومن أعظم هذه الوسائل التي تستخدم في نشر هذا الدين هو الدعوة إلى الله تعالى، التي هي:

أولاً: مهمة الرُّسلِ والأنبياء الذين هم خيرةُ الله من عباده، وسفراؤُه إلى خلقه.

ثانياً: هي مهمة خلفاء الرّسل وورثتهم من العلماء العاملين، والربانيين الصادقين، وهي أفضل الأعمال بعد الإيمان بالله تعالى؛ لأن ثمرتها هداية الناس إلى الحق، وتحبيبهم في الخير والبرّ، وتنفير هم من الباطل والشر، وإخراجهم من الظلمات إلى النور، {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [سورة فُصِّلت: ٣٣]. والمعنى: لا أحد أحسن قولاً، وأعظم منزلة، ممن دعا غيره إلى طاعة الله تعالى، وإلى المحافظة على أداء ما كلفه به، فتكون كلمة الدعوة حينئذ هي أحسن كلمة تُقال في الأرض، وتصعدُ في مقدمة الكَلِم الطّيب إلى السماء، ولكن بلا ريب مع العمل الصالح الذي يُصدّق الكلمة، فيجعل المدعوين يزدادون استجابة له.

ولعظم شأنها كان جزاء القائمين بأمرها عظيماً، وكان العطاء جزيلاً، قال صلى الله عليه وسلم: «واللهِ لأن يُهدَى بهُداكَ رجلٌ واحدٌ خَير لَكَ مِن حُمْرِ النَّعَمِ» [سنن أبي داود برقم: ٣٦٦١].

وقال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا» [صحيح مسلم برقم: ٢٦٧٤].

وقال صلى الله عليه وسلم: «لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ عَلَى يَدَيْكَ رَجُلًا خَيْرٌ لَكَ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وَغَرَبَتْ». [المستدرك على الصحيحين برقم: ٦٥٣٧].

فالدعوة إلى الله أهميتها عظيمة لا تخفى على أحد، فمتى التزمت الأمة بها صارت أمة متكاملة

البناء، وتحقّقَ لها الخيرُ العظيم الذي بيَّنه ربنا جل جلاله بقوله: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ .. } [سورة آل عِمرَان: ١١٠] ولا شك أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإيمان بالله تعالى، هو من أسمى مقومات الدعوة إلى الله تعالي.

<<  <   >  >>