الأمة وترابطها وتماسكها، فكانت لا تصدر في أقوالها وأفعالها إلا عن دعوة إلى الخير والمحبة والسلام فلا تناصر فئة على فئة، ولا تقف إلى جانب جماعة، دون جماعة اعتزلت يوم الجمل بعد استشهاد عثمان بن عفان - رضي الله عنه - بل وجهت النصيحة إلى عائشة - رضي الله عنها - كما فعلت أم سلمة وغيرهما من أمهات المؤمنين.
وكانت - رضي الله عنها - تدعو الله أن يحجب دماء المسلمين وأرواحهم، وكذلك فعلت بعد استشهاد علي - رضي الله عنه - لقد لزمت دارها وألزمت نفسها الحق والعدل وحب المسلمين جميعًا.
[وفاتها]
ولما أطل شهر ربيع الأول من العام السادس والخمسين للهجرة كانت جويرية - رضي الله عنها - قد شاخت ووهن منها العظم وضعفت ووقعت تحت وطأة المرض الذي لم ينفع معه علاج ثم وافتها المنية وانتقلت إلى جوار الكريم، صلى عليها والي المدينة يومئذ مروان بن الحكم وكانت جنازتها مشهودة، رضي الله عن أم المؤمنين جويرية بنت الحارث، الحسيبة النسيبة الطاهرة العفيفة التقية النقية الصوامة القوامة المتصدقة الكريمة، وأكرم الله نزلها ومثواها.