نعود إلى حديث عائشة - رضي الله عنها - فنقول متابعة للحديث: وخرج الخبر إلى الناس فقالوا أصهار الرسول - صلى الله عليه وسلم - يسترقون؟ فأعتقوا ما كان بأيديهم من سبي بني المصطلق، فبلغ عتقهم مائة أهل بيت بتزويجه إياها، فلا أعلم امرأة أعظم بركة على قومها منها.
[إسلام الحارث]
ولم يغادر الحارث المدينة إلا وقد أسلم .. وسبب ذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سأله سؤالاً عابرًا عن عدد الإبل التي جاء بها ليقدمها فدية لابنته، فذكر العدد فسأله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن البعيرين اللذين أخفاهما في الضاحية، عندئذ تيقظ وجدان الحارث وأدرك أنه أمام نبي يوحى إليه، فاستسلم وأقسم أنه لم يعلم أحد من خلق الله بأمر هذين البعيرين، وقال أشهد أن لا إله إلا الله وأنك يا محمد رسول الله.
[من برة إلى جويرية]
يقول عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - كانت جويرية بنت الحارث تدعى (برة) فحوَّل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اسمها، فسماها (جويرية) لأنه كان يكره أن يقال خرج من عند برة، وتلك لطائف من أخلاق المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وسمو سجاياه.