يروى عن تقواها - رضي الله عنها - كثير من الوقائع التي تدل على تغلغل الإيمان والإسلام في أعماق قلبها وفي صميم وجدانها، فقد صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات مرة الفجر ثم خرج من عندها فجلس حتى ارتفع الضحى ثم جاءها في بيتها وهي لا تزال في مصلاها حيث أدت فريضة الفجر خلفه فقالت: ما زلت بعدك يا رسول الله دائبة.
فقال - عليه الصلاة والسلام -: «ولقد قلت بعدك كلمات لو وزنَّ لرجحن بما قلت: سبحان الله عدد خلقه وسبحان الله رضا نفسه، وسبحان الله وزن عرشه، وسبحان الله مداد كلماته».
ويروي أيضًا عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل على جويرية بنت الحارث يوم الجمعة وهي صائمة فقال لها: أصمت أمس؟ قالت: لا، قال: أفتريدين الصوم غدًا؟ قالت لا، قال: فأفطري إذًا.
بينها وبينه زوجاته - صلى الله عليه وسلم - المرأة هي المرأة في كل زمان ومكان قد ركب الله - سبحانه وتعالى - فيها غرائز معينة محددة فهي تتسلل في الإنسانية والبشرية منذ حواء إلى يومنا هذا وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.