قال -رحمه الله-: "وأقلها ثلاث آيات، والآية: طائفة من كلمات القرآن متميزة بفصل، ثم منه فاضل وهو كلام الله في الله، ومفضول وهو كلامه تعالى في غيره، وتحرم قراءته بالعجمية وبالمعنى، وتفسيره بالرأي لا تأويله.
أقلها: أقل السورة ثلاث آيات على الخلاف في البسملة، الذي أشرنا إليه، والآية: طائفة من كلام القرآن متميزة بفصل: يعني منفصلة عن التي تليها والتي قبلها، طائفة من كلمات القرآن، من كلمات، "الآية طائفة من كلمات" قد تكون الآية كلمة، كما سمعنا {مُدْهَامَّتَانِ} [(٦٤) سورة الرحمن] وقد تكون كلمتين {ثُمَّ نَظَرَ} [(٢١) سورة المدثر] وقد تكون أكثر من ذلك.
"طائفة من كلمات القرآن متميزة بفصل"، مشتملة على حروف على خلاف بين أهل العلم في المراد بالحروف الذي جاء بالحديث في الترغيب بالقراءة، وأن كل حرف بعشر حسنات، اختلف أهل العلم بالمراد بالحرف في الحديث، هل المراد به حرف المعنى أو حرف المبنى؟ وعلى هذا يراد بالحروف الكلمات، إذا قلنا: المراد به حرف المعنى وقال به جمع، وعلى هذا يكون الأجر المرتب على قراءة القرآن أقل بكثير من الأجر المرتب على قراءته إذا اعتبرنا الحرف حرف مبنى، بقدر الربع تقريباً، فالقرآن سبعون ألف كلمة وزيادة، وهو أكثر من ثلاثمائة ألف حرف، حروف مبنى، والخلاف بين أهل العلم في المراد بالحرف معروف، كثير منهم يرى أن المراد بالحرف حرف المعنى، ولذا قال:((لا أقول: آلم حرف، ولكن ألف)) ما قال: (أ) حرف، قال:((ألف حرف)) الآن {الم} [(١) سورة البقرة] هل يرتب عليها من الأجر مثل ما يرتب على (ألم) في قوله: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ} [(١) سورة الفيل]؟ نعم؟
طالب:. . . . . . . . .
كيف؟
طالب:. . . . . . . . .
نقول:{الم} [(١) سورة البقرة] حروف معاني، و (ألم) حروف مباني، وعلى الخلاف إذا قلنا: إن المراد حروف معاني وهذا ينصره شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-، قلنا:(ألم) حرف واحد وإلا حرفين وإلا ثلاثة؟