بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْأِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} الآية ...
وفي لقب أهل الإسلام، قال سبحانه: {هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ} ...
وامتداداً لسُنَّةِ الصراع بين الخير والشر، فإن النبز بالمصطلح واللقب أمرٌ من عادة المشركين ضد المسلمين، كما في تلقيب المسلمين بالصابئة، ومنه قول المشركين للنبي - صلى الله عليه وسلم -: ((صبأ محمد)) أي رجع عن دين آبائه ...
ولهذا صار النبز بنحو هذه المصطلحات الناقدة من طريقة الفرق لمنشقة عن جماعة المسلمين، للتنفير منهم، والحط من أقدارهم، ومنها:
نبز المعتزلة لأهل السنة باسم: مجسمة، حشوية.
والقدرية يسمون أهل السنة: مجبرة.
والجهمية يسمونهم: صفاتية. مشبهة.
والرافضة يسمونهم: نابتة. ناصبية. عوام.
والكلاميون يسمونهم: علماء الحيض والنفاس.
والألقاب متحركة متغيرة، حسب لغة كل عصر، وما يستجد فيه وحسب القوة والظهور، والضعف والانكماش ...
وما تزال سنة الصراع ماضية، والمطاردة للمصلحين جارية، والألقاب متجددة فكم رأى الراؤون، وسمع السامعون، تلقيب الإسلام، والدولة الإسلامية، والمسلم المرتبط بدينه قولاً وعملاً، بمصطلحات فيها تنفيرٌ وتوهينٌ، وإشعارٌ بالتخلف، فمنها:
الرجعية ... الرجعي ... اليمين واليسار.... ثم: التطرف ... التزمت ...
وهكذا كلما ازداد الوعي الإسلامي، كلما كثرت الحرب الكلامية والمجابهة النفسية بصياغة مصطلحات منفرة كهذه ... وبصيغ أُخرى أشد مكراً؛ لأن التنفير لا يبدو من مبنى اللقب وظاهره، لكن عند إرجاع اللقب إلى أصله تجده يلتقي مع تلك الألقاب والمصطلحات، بالاستصغار والتوهين من جهة، وبالتحذير والرعب منهم من جهة أُخرى ... ومنها مصطلحات:
الأُصولي ... الأُصولية ... الراديكالية ... النضالية ... الإسلاميين ... المهدية ... الصحوة ... الزحف.
وإذا أخذنا أوسعها انتشاراً اليوم: (الأُصولية) وما حصل له من استمراء