للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أبداً، لأن كل واحد منهما ضد الآخر، ولا يكون الشيء ضد نفسه أبداً، إنما يكون ضداً لغيره. وكأن الضعف والقوة لا يقومان بأنفسهما إنما يكونان حالين عن أبدان الحيوان من بني آدم ومن سواهم، فيعود ما يحل فيه الضعف ضعيفاً، وما يحل فيه القوة منها قوياً. فعقلنا بذلك: أن دعاءه - صلى الله عليه وسلم -: - رَبَّهُ - عز وجل - أن يجعل ضعفه قوة إنما مراده فيه - والله أعلم - أن يجعل ما فيه الضعف منه وهو بدنه: قويّاً. فهذا أحسن ما وجدنا في تأويل هذا الحديث والله نسأل التوفيق) اهـ.

وحديث بريدة رواه الحاكم في (المستدرك ١/ ٥٢٧) ، وصححه، ورده الذهبي قائلاً: أبو داود الأعمى، متروك الحديث.

اللهم لا تبتليني إلا بالتي هي أحسن: (١)

قال ابن أبي شيبة في: ((المصنف)) : ((ما لا ينبغي للرجل أن يدعو به:

سفيان بن عيينة عن عبد الكريم، عن مجاهد، قال: كان يكره أن يقول: اللهم لا تبتليني إلا بالتي هي أحسن، ويقول: قال الله تعالى: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً} )) اهـ.

اللهم لا تحوجنا لأحد من خلقك: (٢)

يروى عن على - رضي الله تعالى عنه- أنه قال: اللهم لا تحوجني إلى أحد من خلقك، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تقل هكذا، فإنه ليس أحد إلا هو محتاج إلى الناس، ولكن قل: اللهم لا تحوجني إلى شرار خلقك، الذين إذا أعطوا منُّوا، وإن منعوا عابوا)) .

لا أصل له، فيه ابن فرضخ، يتهم بالوضع.

وقال العجلوني: (قال ابن حجر الملكي، نقلاً عن الحافظ السيوطي: إنه موضوع، بل قد يُقال: إن الدعاء به ممنوع، سمع أحمد رجلاً يقول: اللهم لا تحوجني إلى أحد من خلقك،


(١) (اللهم لا تبتليني إلا بالتي هي أحسن: مصنف ابن أبي شيبة ٩/ ١٦.
(٢) (اللهم لا تحوجنا لأحد من خلقك: تذكرة الموضوعات للفتني ص/ ٥٦.كشف الخفاء ١/ ١٨٨ - ١٨٩ رقم ٥٦١.

<<  <   >  >>