للمؤمنين والمومنات بمغفرة جميع الذنوب وبعدم دخولهم النار أم لا؟]
وسُئِل - فسح الله في مدته - عن مسألة وقع فيها جوابان مختلفان صورتها: هل يجوز الدعاء للمؤمنين والمؤمنات بمغفرة جميع الذنوب وبعدم دخولهم النار أم لا؟ فأجاب الأول فقال: لا يجوز، فقد ذكر الإمام ابن عبد السلام والإمام القرافي من الأئمة المالكية أنه لا يجوز؛ لأنا نقطع بخبر الله وبخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن منهم من يدخل النار، وأما الدعاء بالمغفرة في قوله تبارك وتعالى حكاية عن نوح:{رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} ونحو ذلك، فإنه ورد بصيغة الفعل في سياق الدعاء وذلك لا يقتضي العموم؛ لأن الأفعال نكرات ويجوز قصد معهود خاص وهو أهل زمانه مثلاً. انتهى.
وأجاب الثاني فقال: يجوز؛ لأًمور: أحدها: أن الأئمة رضي الله عنهم ذكروا أنه يسن للخطيب أن يدعو للمؤمنين والمؤمنات. الأمر الثاني: أن الإمام المستغفري روى في دعواته عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: ((ما من دعاء أحب إلى الله من قول العبد: اللهم اغفر لأُمة محمد رحمة عامة)) كذا في العجالة، وغير ذلك من الأدعية التي يحيط علمكم بها. الأمر الثالث: أن الشيخ شرف الدين البرماوي سُئِل: هل يجوز الدعاء بمغفرة جميع الذنوب وبعدم الوقوف للحساب؟ فأجاب: بأنه يجوز أن يسأل الله عز وجل مغفرة جميع ذنوبه كلها، فإن الله تعالى له أن يرضي من له حق من الناس فيتخلص الداعي من جميع حقوق الله وحقوق الناس. وأما الدعاء بعدم الوقوف بين يدي الله للحساب فطلب محال لا يجوز أن يدعو به، بل يسأل الله تعالى أن يلطف به في ذلك الموقف.
فما الراجح عندكم من ذينك الجوابين؟
فأجاب بقوله رحمه الله تعالى: إن الدعاء بعدم دخول أحد من المؤمنين النار حرام، بل كفر؛ لما فيه من تكذيب النصوص الدالة على أن بعض العصاة