المالك: فتاي وفتاتي، ويقول المملوك: سيدي وسيدتي. وقال لمن ادّعى أنه طيب:((أنت رجل رفيق، وطبيبها الذي خلقها)) . والجاهلون يسمون الكافر الذي له علم بشيء من الطبيعة، وهو من أسفه الخلق.
ومن هذا قوله للخطيب الذي قال: من يُطِع الله ورسوله، فقد رشد، ومن يعصهما فقد غوى:((بئس الخطيب أنت)) .
ومن ذلك قوله:((لا تقولوا: ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا: ما شاء الله، ثم ما شاء فلان)) . وقال له رجل: ما شاء الله وشئت، فقال:((أجعلتني لله نداً؟ قل: ما شاء الله وحده)) .
وفي معنى هذا الشرك المنهي عنه قولُ من لا يتوقَّى الشرك: أنا بالله وبك، وأنا في حسب الله وحسبك، وما لي إلاّ الله وأنت، وأنا متوكل على وعليك، وهذا من الله ومنك، والله لي في السماء وأنت لي في الأرض، والله وحياتك، وأمثال هذا من الألفاظ التي يجعل فيها قائلها المخلوق نداً للخالق، وهي أشد منعاً وقبحاً من قوله: ما شاء الله وشئت. فإما إذا قال: أنا بالله ثم بك، وما شاء الله ثم شئت؛ فلا بأس بذلك، كما في حديث الثلاثة:((لا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك)) وكما في الحديث المتقدم الإذن أن يُقال: ما شاء الله ثم شاء فلان.
فصل
وأما القسم الثاني وهو أن تُطلق ألفاظ الذم على من ليس من أهلها، فمثل نهيه - صلى الله عليه وسلم - عن سب الدهر، وقال:((إن الله هو الدهر)) . وفي حديث آخر:((يقول الله عز وجل: يؤذيني ابن آدم فيسب الدهر وأنا الدهر، بيدي الأمر أُقِّلب الليل والنهار)) . وفي حديث آخر:((لا يقولن أحدكم: يا خيبة الدهر)) .
في هذا ثلاث مفاسد عظيمة:
إحداها: سبه من ليس بأهل أن يُسب، فإن الدهر خَلْقٌ مسخر من خلق الله، منقاد لأمره، مذلل لتسخيره، فسابُّه أولى بالذم والسب منه.