للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الله، فحكمه كما يأتي في: عون الله.

وإن كان معناه: أنه يَخْلُفُ الله، فهذا محرم وإثم لا يجوز.

وانظر: خليفة الله.

خلق النهضة: (١)

لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى- كلام نفيس يفيد منع مثل هذا التعبير في حق المخلوق، ومثله: الدور الخلاق. الجهد الخلاق. الكلمة الخلاقة. ونحوها من العبارات المولدة. قال - رحمه الله تعالى- في ((الفتاوى ٦/ ٣٢٨)) :

(وعلى هذا يُقال: لو خلق في ذاته ((الكلام)) ولو أحدث في ذاته الكلام ولو كان كلامه حادثاً أو محدثاً؛ فإن نفس الكلام - أي هذه الصفة ونوعها - ليس بحادث ولا محدث، ولا مخلوق، وأما الكلام المعين ((كالقرآن)) فليس بمخلوق لا في ذاته ولا خارجاً عن ذاته؛ بل تكلم بمشيئته وقدرته وهو حادث في ذاته.

وهل يُقال: أحدثه في ذاته؟ على قولين: أصحهما أنه يُقال ذلك، كما قال تعالى: {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ} . وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله يحدث من أمره ما شاء وإن مما أحدث أن لا تكلموا في الصلاة)) . وقد بوب البخاري في صحيحه لهذا باباً دلَّ عليه الكتاب والسنة.

وهذا بخلاف المخلوق؛ فإنه ليس في عقل ولا شرع ولا لغة: أن الإنسان يُسمِّي ما قام به من الأفعال والأقوال: خلقاً له، ويقول: أنا خلقت ذلك، بل يقول: أنا فعلت، وتكلمت، وقد يقول: أنا أحدثت هذه الأقوال والأفعال، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إيَّاكم ومحدثات الأُمور! فإن كل بدعة ضلالة)) . وقال: ((المدينة حرم ما بين عيْرٍ إلى ثور، من أحدث فيها حدثاً أو آوى محدثاً فعليه


(١) (خلق النهضة: فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم ١/ ٢٠٤. فتاوى ابن تيمية ٦/ ٣٢٨. المفردات للراغب ص/ ١٥٧ مهم. تقويم اللسانين ص/ ١٤، ١٩٠. الموجز في مراجع التراجم للطناجي ص/ ٢٥.

<<  <   >  >>