للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لعنة الله والملائكة والناس أجمعين)) .

وإن كان مقصوده ((بالإحداث)) هنا أخص من معنى الإحداث بمعنى الفعل، وإنما مقصوده: من أحدث فيها بدعة تخالف ما قد سن وشرع، ويُقال للجرائم: الأحداث. ولفظ الأحداث يريدون به: ابتداء ما لم يكن قبل ذلك. ومنه قوله: ((إن الله يحدث من أمره ما شاء)) ، {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ} . ولا يسمون مخلوقاً إلا بائناً عنه كقوله: {وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ} وإذا قالوا عن كلام المتكلم: إنه مخلوق ومختلق، فمرادهم أنه مكذوب مفترى، كقوله: {وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً} .) انتهى.

الخلق عيال الله: (١)

هذا لفظ منتشر في مؤلفات بعض أهل العلم، ومنه: كتاب باسم ((عيال الله)) للحافظ أحمد بن حرب النيسابوري - م سنة ٢٣٤ هـ.

وقال ابن القيم - رحمه الله تعالى - في مبحث: إهداء القرب للأموات والإحسان إليهم من كتاب ((الروح)) :

(والخلق عيال الله، فأحبهم إليه أنفعهم لعياله، وإذا كان سبحانه يحب من ينفع عياله بشربة ماء، ومذقة لبن، وكسرة خبز، فكيف بمن ينفعهم في حال ضعفهم وفقرهم وانقطاع أعمالهم؟ ... ) اهـ.

ولعل هذا اللفظ سرى إليهم؛ لوجوده من حديث ابن مسعود وغيره أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((الخلق كلهم عيال الله، فأقربهم إليه أنفهم لعياله)) رواه أبو يعلى، والبزار، والطبراني، لكنه ضعيف جداً.

وعليه: فالتوقي من هذا اللفظ أولى، وإن تجوز بالتعبير به بعض الأكابر. والله أعلم.


(١) (الخلق عيال الله: السير للذهبي ١١/ ٣٣. الروح ص/ ١٣٤. طريق الهجرتين ص/ ٦٣٤. ضعيف الجامع الصغير ٣/ ١٤٥. مقدمة السلسلة الضعيفة ٣/ ٣٣ - ٣٤. الجواب الصحيح ٣/ ٥٣ مهم جداً. المنتقى لابن عثيمين ص / ١٠٥

<<  <   >  >>