قلت: إن أُريد بالإضافة إلى الله: أنه خليفة عنه، فالصواب قول الطائفة المانعة فيها. وإن أُريد بالإضافة: أن الله استخلفه عن غيره ممن كان قبله فهذا لا يمتنع فيه الإضافة. وحقيقتها: خليفة الله الذي جعله الله خلفاً عن غيره، وبهذا يخرج الجواب عن قول أمير المؤمنين: أُولئك خلفاء الله في أرضه.. إلخ. والله أعلم.
ولابن القيم - رحمه الله تعالى- فصول جامعة في ألفاظ يكره التلفظ بها، جمعها في موضع واحد من زاد المعاد ٢/٣٦ - ٣٧ ذكر فيها نحواً من ثلاثين لفظاً، منها لفظ:((خليفة الله)) وقد رأيت أن أسوق هذه الفصول بتمامها في الموضع، وأحيل عليه لبقية الألفاظ؛ حتى يكون أجمع لكلامه - رحمه الله تعالى - نصه:
(الألفاظ التي كره - صلى الله عليه وسلم - أن تقال:
فصل: في ألفاظ كان - صلى الله عليه وسلم - يكره أن تقال: فمنها أن يقول: خبثت نفسي، أو: جاشت نفسي، وليقل: لقِستْ، ومنها أن يسمي شجرة العنب: كرماً، نهى عن ذلك، وقال: ((لا تقولوا: الكرْم، ولكن قولوا: العنب والحبلة)) . وكره أن يقول الرجل: هلك الناس، وقال:((إذا قال ذلك، فهو أهلكهم)) . وفي معنى هذا: فسد الناس وفسد الزمان ونحوه. ونهى أن يقال: ما شاء الله وشاء فلان، بل يقال: ما شاء الله ثم شاء فلان، فقال له رجل: ما شاء الله وشئت، فقال:((أجعلتني لله نداً؟ قل: ما شاء الله وحده)) . وفي معنى هذا: لولا الله وفلان، لما كان كذا، بل هو أقبح وأنكر، وكذلك: أنا بالله وبفلان؛ وأعوذ بالله وبفلان، وأنا في حسب الله وحسب فلان؛ وأنا متكل على الله وعلى فلان؛ فقائل هذا قد جعل فلاناً ندّاً لله عز وجل. ومنها أن يقال: مطرنا بنوء كذا وكذا، بل يقول: مطرنا بفضل الله ورحمته، ومنها أن يحلف بغير الله. صح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:((من حلف بغير الله فقد أشرك)) . ومنها أن يقول في حلفه: هو يهودي أو نصراني أو كافر، إن فعل كذا. ومنها أن يقول لمسلم: يا