- رحمه الله تعالى - قال: قال أبي: انطلقت في وفد بني عامر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: أنت سيدنا، قال:((السيد الله)) ، قالوا: وأفضلنا فضلاً، وأعظمنا طولاً، قال: فقال: ((قولوا بقولكم، ولا يستجرينكم الشيطان)) . رواه أبو داود، والبخاري في ((الأدب المفرد)) والنسائي في ((عمل اليوم والليلة)) .
قال ابن حجر: رجاله ثقات، وقد صححه غير واحد، وقد جاءت أحاديث أُخر فيها إطلاق ((السيد)) على المخلوق، كما صحيح البخاري في حديث:((قوموا إلى سيدكم)) وغيره.
قال ابن حجر في الجمع بينها:
(ويمكن الجمع بأن يحمل النهي عن ذلك على إطلاقه على غير المالك، والإذن بإطلاقه على المالك، وقد كان بعض أكابر العلماء يأخذ بهذا، ويكره أن يخاطب أحداً بلفظه، أو كتابته بالسيد، ويتأكد هذا إذا كان المخاطب غير تقي. وذكر حديث بريدة) اهـ.
قال ابن القيم - رحمه الله - في البدائع:
(اختلف الناس في جواز إطلاق السيد على البشر: فمنعه قوم، ونُقل عن مالك، واحتجوا بأنه - صلى الله عليه وسلم - لما قيل له: يا سيدنا قال: ((إنما السيد الله)) .
وجوزه قوم، واحتجوا بقول النبي - صلى الله عليه وسلم - للأنصار:((قوموا إلى سيدكم)) ، وهذا أصح من الحديث الأول.
قال هؤلاء: السيد أحد ما يضاف إليه، فلا يقال لتميمي إنه سيد كندة، ولا يقال لمالك: إنه سيد البشر. قال: وعلى هذا فلا يجوز أن يطلق على الله هذا الاسم. وفي هذا نظر، فإن السيد إذا أطلق عليه - تعالى - فهو بمعنى: المالك، والمولى، والرب، لا بالمعنى الذي يطلق على المخلوق. والله