وفي صحيح البخاري عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: كان عمر يقول: ((أبو بكر سيدنا، وأعتق سيدنا)) يعني بلالاً.
وفي آخر:((صيانة الإنسان)) للسهسواني بحث مهم فيها.
وأما تخصيص من ينتمي إلى فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - باسم السيد فقد جاء في أدب الرسائل: ص/ ٥٥١ - ٥٥٤، قال الآلوسي - رحمه الله - ما نصه:
(بعد أن أحمد الله وأهدي إليكم تحيتي: قد سألتم أولاً عن سبب محبة الناس الانتماء إلى فاطمة وابنيها ولم ينتسب أحدٌ من أخواتها مِمَّن تزوجن بأحدٍ من الخلفاء الراشدين، ولم يُعدّ من انتسب إليهن سيداً بل السيادة منحصرة فيمن ينتمي إلى ابن فاطمة.
فالجواب: أن النبي - صلى الله عليه وسلم -، كان له أربع بنات: زينب وتزوّجها رجل من الصحابة مذكورٌ اسمه في السِير، وولدت ابنة سُمِّيت أُمامة، وولداً اسمه عليّ، فأُمامة تزوجها عليّ بن أبي طالب بعد موت فاطمة، ومات عنها ولم يُولد له منها ولد، فلم يكن لها ذرية، ولا لأخيها عليّ، والبنت الثانية والثالثة: رقيّة وأُم كلثوم، تزوجها عثمان وماتتا في حياة والدهما. وقد ولدت إحداهما لعثمان ولداً اسمه عبد الله، مات صغيراً مِن نقرة ديك في عينه. وكانت فاطمة أصغر أخواتها، تزوَّجها عليّ بن أبي طالب، فوُلِد له منها الحسن والحسين. وكان والدها يحبّها حبّاً عظيماً ويحبّ ولديْها، وقد رُوي في حقِّها وحقِّ ولديْها عدة أحاديث مذكورة في الاستيعاب الإصابة وأُسد الغابة، في ترجمة فاطمة وولديْها، وأنه كان يُطلق لفظ الابن على كلٍّ منهما. ولما نزلت آية:{فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ} إلى آخر الآية من سورة آل عمران، عدَّ الحسن والحسين وفاطمة وعلياً، فعُلِم أنهم المراد من الآية، وأن