أولاد فاطمة وذريتها يسمّون أبناءه وينتسبون إليه نسبة صحيحة. وروي في الحديث:((كلّ سبب ونسب ينقطع يوم القيامة ما خلا سببي ونسبي. وكلّ بني أُنثى عصبتهم لأبيهم ما خلا ولد فاطمة أنا عصبتهم)) .
قال ابن حجر المكي: فعُلِم مِن الأحاديث السابقة أن من خصائصه - صلى الله عليه وسلم - أنّ أولاد بناته ينسبون إليه، فيدخلون في الوقف والوصية لهم. قال: ومن قواعد ذلك أن يُقال للحسن والحسين: أبناء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو أبٌ لهما. انتهى. فلو كان لبناته الأُخر عقبٌ لكان لهم فضيلةٌ مذكورة، ولكن لم يكن لهن ذلك.
وأمّا إطلاق السيّد على ذريّة الحسنين، فهذا الإطلاق لم يكن في الزمن الأول. قال السيوطي: إنّ اسم الشريف كان يُطلق في الصدر الأول على من كان مِن أهل البيت سواء كان حسنياً أو حسينياً أو علوياً أو جعفرياً أو عبّاسياً، فلما ولي الخلافة الفاطميون بمصر، قصرُوا اسم الشريف على ذريّة الحسن والحسين فقط، واستمرّ ذلك إلى الآن.
وقال ابن حجر في شرح المنهاج، في باب الوصايا: الشريف هو المنتسب من جهة الأب إلى الحسن والحسين؛ لأنَّ الشرف وإنْ عمّ كلّ شريف، إلا أنه اختص بأولاد فاطمة عُرف مطّرداً عند الإطلاق. انتهى.
وأمَّا إطلاق السيّد على عقب الحسنين، فلا أصل له، وكذلك العمامة الخضراء حتى قال القائل:
جعلوا لأبناء الرسول علامة إنّ العلامة شأن من لم يشتهر
نور النبوة في جباه وجوههم تغني الشريف عن الطِراز الأخضر
وأما قولكم: لأيّ سبب يُسمّى بيت عليّ: أهل البيت؟ فالجواب: أن هذا التخصيص غير صحيح. ففي لسان العرب: أهل الرجل أخص الناس به. وأهل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم -: أزواجه وبناته وصهره أعني عليّاً، أو نساء النبي - صلى الله عليه وسلم -، والرجال الذين هم آله. وفي التنزيل