للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويُصْبح مؤمناً، يبيعُ دينه بِعرضٍ من الدنيا)) .

وذلك أنه إذا اعتقد أن الدين الكامل لا يحصلُ إلا بفساد دُنياه، من حصول ضرر لا يحتمله، وفوات منفعة لابُدَّ له منها؛ لم يُقدم على احتمال هذا الضرر، ولا تفويت تلك المنفعة.

فسبحان الله! كم صدَّت هذه الفتنةُ الكثير من الخلق، بل أكثرهم، عن القيام بحقيقة الدين) انتهى.

صار الله: (١)

لا يجوز أن يقال: صار الله؛ لأن صار - وهي فعل ماض ناقص - معناها الانتقال من حال إلى حال، وإنما يقال: كان الله؛ فإن ((كان)) - وهي فعل ماض ناقص - تدل على الزمان الماضي من غير تعرض لزواله في الحال أو لا زوال له، ولهذا في الحديث: ((كان الله ولم يكن شيء قبله)) ولم يقل: صار الله. والله أعلم.

وانظر: ((عمدة القاري)) للبدر العيني - رحمه الله تعالى - في شرحه لترجمة البخاري - رحمه الله تعالى -: باب كيف كان بدء الوحي.

وقرر الشارح أنه لا يقال: صار.

فإن أراد منع الإطلاق لعدم النص فذاك، وإن أراد النفي لمذهب الأشاعرة نفاة الأفعال الاختيارية لله تعالى فهذا المقصد مرفوض، والله أعلم.

الصانع: (٢)

في ((بغية الوعاة)) للسيوطي ترجمة لضياء بن سعيد القزويني - م سنة ٧٠٨ هـ -.

فقال:

(وكانت لحيته طويلة بحيث تصل إلى قدميه، ولا ينام إلا وهي في كيس،


(١) (صار الله: عمدة القاري ١/ ١٣.
(٢) (الصانع: بغية الوعاة للسيوي ٢/ ١٣ - ١٤. جمع الجوامع ٢/ ٤٠٥. فهرس الفهارس ٢/ ٧٦٦.

<<  <   >  >>