للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والغريزة والبحيرة والسليقة والطبيعة، فهي التي طبع عليها الحيوان، وطبعت فيه التي طبع عليها الحيوان، وطبعت فيه، ومعلوم أن طبيعة من غير طابع لها محال، فقد دل لفظ الطبيعة على البارئ تعالى، كما دل معناها عليه، والمسلمون يقولون: إن الطبيعة خلق من خلق الله مسخر مربوب، وهي سنته في خليقته التي أجراها عليه، ثم إنه يتصرف فيها كيف يشاء وكما شاء، فيسلبها تأثيرها إذا أراد، ويقلب تأثيرها إلى ضده إذا شاء ليرى عباده أنه وحده الخالق البارى المصور، وأنه يخلق ما يشاء كما يشاء: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} وأن الطبيعة التي انتهى نظر الخفافيش إليها إنما هي خلق من خلقه بمنزلة سائر مخلوقاته، فكيف يحسن بمن له حظ من إنسانية أو عقل أن ينسى من طبعها وخلقها، ويحيل الصنع والإبداع عليها؟ ولم يزل الله سبحانه يسلبها قوتها ويحيلها ويقلبها إلى ضد ما جعلت له حتى يرى عباده أنها خلقه وصنعه مسخرة بأمره: {أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} انتهى.

طلع سهيل وبرد الليل: (١)

قال الجاحظ:

(وسمع الحسن رجلاً يقول: طلع سهيل وبرد الليل، فكره ذلك، وقال: إن سهيلاً لم يأت بحرٍ ولا ببرد قط. ولهذا الكلام مجاز ومذهب، وقد كرهه الحسن كما ترى) اهـ.

قال ابن عبد البر:

(ورُوى عن الحسن البصري، أنَّه سمع رجلاً يقول: طلع سهيل وبرد الليل، فكرِه ذلك، وقال: إن سهيلاً لم يكن قط بِحرٍّ ولا برد) . وانظر في حرف الميم: مطرنا بنوء كذا وكذا

طه: (٢)

تسمية المولود بأسماء سور القرآن،


(١) (طلع سهيل وبرد الليل: الحيوان ١/ ٣٤١. ويأتي في حرف الكاف: الكرم.
(٢) (طه: تحفة المودود ص/ ١٢٧. تسمية المولود ص/ ٤٤. الألفاظ الموضحات ٢/ ١٩ - ٢٠ دلائل النبوة لأبي نعيم ص / ١٢. الرياض الأنيقة في شرح أسماء خير الخليقة للسيوطي ص/ ٢٠٤. وانظر حرف الواو: وصال.

<<  <   >  >>