للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كتاب الله لينثره بين المسلمين، فألَّف كتابه المشؤوم: ((الكتاب والقرآن)) فأتى فيه بالطَّمِّ، والرَّمِّ، ونقض الفضائل، ونشر هتك المحارم، وعيشة البهائم، وقد ردَّ عليه عدد من أهل الإسلام، وكشفوا زيفه وأنه دسيسة شيوعية، وقلم مأجور، وفكر ملوث، وعقل مشترى، نعوذ بالله من حال هذا البائس وأمثاله.

القرآن حكاية كلام الله: (١)

هذا اللفظ من أوابد: عبد الله بن سعيد بن كلاب، فهو أول من قال ذلك، كما قاله الذهبي - رحمه الله تعالى -.

وهو يرمي بهذا القوم الفاسد إلى إنكار صفة الكلام لله تعالى، وأن الكلام صفة ذاتية قائمة بالله ليس من الصفات الاختيارية. وهذا من عبارات أهل البدع التي يطلقونها، وهم يرمون إلى مقاصد ينكرها أهل الملة قاطبة.

وقد نقض أبو الحسن الأشعري علي ابن كلاب مقالته، واستبدلها بأُخرى على شاكلتها: ((القرآن عبارة عن كلام الله)) .

وهذه وأمثالها إطلاقات حادثة، تحمل مقاصد عقدية باطلة.

القرآن عبارة عن كلام الله:

مضي بلفظ: القرآن حكاية عن كلام الله. وفي لفظ: القرآن قديم.

القرآن صنعه الله: (٢)

الصُّنع: إجاد الفعل، قال الله تعالى: {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ} [النمل: من الآية٨٨] . والقرآن العظيم: كلام الله حقيقة على الوجه اللائق بعظمته وجلاله. لهذا فلا يُقال: القرآن صنع الله.

ولا أعرف هذا الإطلاق لدى من مضى حتى من القائلين بالمقالة الكفرية: ((القرآن مخلوق)) ، وإنما رأيتها


(١) (القرآن حكاية كلام الله: فتح الباري ١٣ / ٤٥٥. الإنصاف للباقلاني / ١٦٢. السير للذهبي ١١ / ١٧٤ - ١٧٥. الفتاوى ١٢ / ٢٧٢، ٢٧٣، ٣٠٢. ٥٥٢.
(٢) (القرآن صنعه الله: فتاوى اللجنة: ٣/ ١٥٢.

<<  <   >  >>