للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صوت القري.

فنضَّر الله وجوه أهل السنة والجماعة، وكثَّر اللهُ جمعهم، وجعلنا منهم في نصرة الدِّين، والذَّبِّ عنه، والوقوف أمام جميع المخالفين.

وإن لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى- مواقف حافلة بالعلم الشرعي، في الرد على هذه المقولات الباطلة، وأن هذه المقولة: ((القرآن مخلوق)) كفر، وأن من قال: ((القرآن مخلوق)) معتقداً لازم قوله، عالماً به؛ فهو كافر، ومن لم يكفره فهو كافر، وأن مقولات الأشعرية، ومنها ما ذكر، جميعها تؤول إلى مقالات التجهم والاعتزال، فأولها بدعة وضلال، وآخرها كفر ونفاق. نعوذ بالله من الهوى وأهله.

وذكر شيخ الإسلام - رحمه الله تعالى - من يطلق عليه: (كفر دون كفر) ممن قال يخلق القرآن، كما في المسائل الماردينية: ٧٥ - ٧٦ و ((الفتاوى: ١٢ / ٤٨٧، ٤٩٨، ٥٢٤)) . وذكر فيه أيضاً: حكم من قاله جاهلاً للوازمه. وحكم من قاله مُكْرهاً.

مما يدلك على أهمية المسألة، وما فيها من تفصيل، مع التسليم بأن الذي أجمع عليه المسلمون: أن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق. وأن القول بخلق القرآن كفر إجماعاً. وأن القائل به عن علم وعناد كافر إجماعاً. وأن من قاله: جاهلاً، أو مكرهاً، فهو معذور مثل المكرهين يوم المحنة. بقي النظر في حكم من قاله في مراتب بين ذلك بيَّنها شيخ الإسلام - رحمه الله تعالى - وغيره من أهل العلم. والله أعلم.

تنبيه: انظر كيف تقوم النظرات الإلحادية في كتاب الله من بعض المنتسبين إلى الإسلام في زماننا، على أنقاض هذه المقولات القديمة عن أخلاف السوء، أهل الأهواء؛ فيؤلف أحد الدماشقة المعاصرين، البعيد عن تلقي علوم الشريعة لأن تخصصه في: ((المهندسين)) ، ودراسته في: ((روسيا)) فيعود مشحوناً عقله وقلبه بالإلحاد في

<<  <   >  >>