الكرم قلب المؤمن)) . ونحوه عند أبي داود، وزاد:((ولكن قولوا: حدائق العنب)) .
وقال الحافظ في (الحيوان) :
(وقد كرهوا أسياء ممَّا جاءت في الروايات لا تُعرف وجوهها، فرأيُ أصحابنا: لا يكرهونها. ولا تستطيع الردَّ عليهم، ولم نسمع لهم في ذلك أكثر من الكراهة. ولو كانوا يروون الأمور مع عللها وبرهاناتها خفَّت المؤنة، ولكنّ أكثر الروايات مجردة، وقد اقتصروا على ظاهر اللفظ دون حكاية العلة، ودون الإخبار عن البرهان، وإن كانوا قد شاهدوا النوعين مشاهدةً واحدة.
قال ابن مسعود وأبو هريرة:
((لا تسمُّوا العِنب: الكرْم؛ فإنْ الكرم هو الرجل المسلم)) .
وقد رفعوا ذلك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وأمَّا قوله:((لا تسُبُّوا الدهر فإنَّ الدهر هو الله)) فما أحسن ما فسَّر ذلك عبد الرحمن بن مهدي، قال: وجهُ هذا عندنا، أنَّ القوم قالوا:(وما يُهْلِكنا إلا الدَّهرُ) فلما قال القوم ذلك، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((ذلك الله)) . يعني أن الذي أهلك القرون هو الله عز وجل، فتوهم منه المتوهِّم أنَّه إنَّما أوقع الكلام على الدهر.
وقال يونس: وكما غلطوا في قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لحسَّان:((قُلْ ومعك روحُ القُدُس)) فقالوا: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لحسان: قُلْ ومعك جِبريل؛ لأنَّ روح القدس أيضاً من أسماء جبريل. ألا ترى أنَّ موسى قال:((ليت أنّ رُوح الله مع كلّ أحد)) ، وهو يريد: العصمة والتوفيق. والنصارى تقول للمتنبِّي: معه روح دكالا، ومعه روح سيفرت. وتقول اليهود: معه روح بعلز قرِّب بول، يريدون شيطاناً، فإذا كان نبياً قالوا: روحه روح القدس. وروحه روح الله وقال الله تعالى عزَّ وجلَّ:{وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا} ، يعني القرآن.
وسمع الحسن رجلاً يقول: طلع سُهيل وبرد الليل. فكره ذلك وقال: إن سهيلاً لم يأت بحرٍّ ولا ببردٍ قطُّ. ولهذا الكلام مجازٌ ومذهب، وقد كرهه الحسنُ كما ترى.
وكره مالك بن أنس أن يقول الرجُلُ للغيم والسحابة: ما أخلقها للمطر! وهذا كلام مجازه قائم، وقد كرهه ابن أنس. كأنهم من خوفهم عليهم العود