إن الكلام لفي الفؤاد وإنما جعل اللسان على الفؤاد دليلا
فهذا لا تعرف صحة نسبته إلى الأخطل النصراني، ثم هو من المولدين.
ثم إن نفاة الصفات، ومنها نفيهم ((صفة الكلام)) عن الله تعالى كما يليق بجلاله، أَوَّلُوا النصوص بكلام الله تعالى بأنه ((كلام نفساني)) وهذا من أبطل الباطل، فإن تعالى وصف نفسه بصفة الكلام ولم يقيدها سبحانه بأنه كلام نفساني، فهذا قيد بدعي حادث فاسد لغة وشرعاً لا تعرفه العرب بلسانها الذي نزل به القرآن، فإذا أطلق الكلام شمل اللفظ والمعنى.
وهم يرمون بهذا القيد ((النفسي)) نفي صفة الكلام لله تعالى والأيلولة إلى مقالة الجهمية بخلق القرآن.
وماذا يقول النفاة بحديث:((إن الله يحدث لنبيه ما شاء وأن مما أحدث لنبيه أن لا تكلموا في الصلاة)) رواه أحمد ١/ ٣٧٧، وأبو داود، والنسائي، والبخاري تعليقاً.
ولم يقل مسلم بل ولا عاقل قط بأن الكلام الممتنع في الصلاة هو ((كلام النفس)) .
فالتزم أيها المسلم نصوص الكتاب والسنة، وطريقة السلف في فهم المراد منها {وَلا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ} ، {وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ} فأثبت ما أثبته الله لنفسه بلا تحريف ولا تشبيه ولا تعطيل. والله الموفق.
الكلام غير المتكلم:(١)
للمتكلمة عبارات يصلون بها إلى تحقيق مذاهبهم، مع ما فيها من تلبيس على السامع، منها:
الكلام غير المتكلم.
القول غير القائل.
القدرة غير القادر.
الصفة غير الموصوف.
وهكذا في ألفاظ أخر، وقد بين الأئمة مقاصدهم، ومرامي كلامهم.