للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيها نزاع واضطراب. والله سبحانه وتعالى أعلم.

كُلُّ عامٍ وأنتم بخير: (١)

هو بضم اللام من (كل) : مبتدأ لا خبر له، ولو قيل: الخبر محذوف تقديره (يمر) ؛ لقيل: هذا من المواضع التي لا يحذف فيها الخبر.

وعليه: فهو لحن لا يتأدَّى به المعنى المراد من إنشاء الدعاء للمخاطب، وإنَّا يتأدَّى به الدُّعاء إذا فتحت اللام من (كل) ظرف زمان - لإضافتها إلى زمان - منصوب نعت لخير.

أنتم: مبتدأ. بخير: متعلق بمحذوف، خبر، والمعنى (أنتم بخير دائم) أو (أنتم بخير في كل عام) .

وهذا شيبه بقوله تعالى: {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} [الرحمن: من الآية٢٩] أي: هو في شأن كل يوم. ولذا فعلى الدَّاعي به عدم اللحن. والله أعلم.

كل مجتهد مصيب: (٢)

صوابه أن يقال: كل مجتهد عند نفسه مصيب؛ إذ الحق واحد في أحد القولين أو الأقوال. أو يُقال: لكل مجتهد نصيب؛ إذ له أجران إن أصاب، وأجر واحد إن لم يصب. قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى -:

وسُئِل: هل كل مجتهد مصيب؟ أو المصيب واحد والباقي مخطئون؟) فأجاب: (قد بسط الكلام في هذه المسألة في غير موضع، وذكر نزاع الناس فيها، وذكر أن لفظ الخطأ قد يراد به الإثم؛ وقد يراد به عدم العلم.

فإن أُريد الأول فكل مجتهد اتقى الله ما استطاع فهو مصيب؛ فإنه مطيع لله ليس بآثم ولا مذموم.

وإن أُريد الثاني فقد يخص بعض المجتهدين بعلم خفي على غيره؛


(١) (كُلُّ عامٍ وأنتم بخير: شموس العرفان ص/ ٢٩، لعباس أبو السعود. ومجلة قافلة الزيت ص / ١٠٩ مقال بعنوان: كلمة كل عام وأنتم بخير. بقلم / محمد صلاح الدين الأزهري / الرياض.
(٢) (كل مجتهد مصيب: الفتاوى: ٢٠/ ١٩ - ٢٦. أحكام أهل الذمة لابن القيم ١/ ٢٢. صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم للألباني: ص/ ٦٣، طبعة عام ١٤١١ هـ.

<<  <   >  >>